للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٢ - فَجْقَارٍ شَغَطَاي (١) أحد الأمراء الصغار، تقدم في دولة المؤيّد وقُرر رأس نوبة ولده إبراهيم، وتوجّه رسولا إلى ملك الططر، وعظم قدره في دولة الأشرف وصار زَرْدَ كاشًا، واستقر بعده فيها أحمد الأسود الذي كان دويدارًا صغيرا؛ وكان مشكور السيرة كثير الرّفق بالفلاحين عارفًا بعمارة الأرض.

١٣ - كَمَشْبُغا بن عبد الله (٢) الجمالي أحد أمراء الأربعين، كان عاقلًا وقورًا متديّنا واستنابه الناصر فرج في بعض سفراته إلى الشام، ولما كانت الدولة المؤيّدية بطل من الإمرة وولى النظر على الخانقاه بسرياقوس وحُمِدت سيرته، ومات (٣) بطالًا بحلب في يوم الجمعة في جمادى الأولى وجاوز الثمانين.

١٤ - محمد بن بن علي، الشيخ شمس الدين الرملي الحنبلي المعروف بالشَّامى، وُلد سنة أربعٍ وأربعين وسبعمائة، وسمع من أبي الحسن العرضي وتفرد بالرواية عنه بالسّماع، وسمع أيضا من [أبى الحرم] القلانسي وغيره، وسمع من موفَّق الدين القاضي وتفقَّه عليه ولازم صهره ناصر (٤) الدين وناب في الحكم مدة.

وكان جلدًا قويًّا يمشى - وقد جاوز الثمانين - من بين القصرين إلى الشيخونية ليحضر وظيفة التصوف والدرس ويلازم دروسه في الطلب، يمشى على رجليه ويقضى حوائجه وحوائج الناس بنفسه، ولم يكن ماهرًا في العلم ولا متصوِّفًا في الدين ولا متثبتًا في الحكم، وكان على ذهنه ما جرياتٌ طريفة، وتعصَّب على مجد الدين سالم لما عُزِل من الحكم، وقام مع ابن المغلى قيامًا عظيما حتى كان يخدمه بنفسه في جميع ما يحتاج إليه حتى في شراء زيت القنديل يتعاطاه بنفسه. مات في ثانى عشري شعبان سامحه الله تعالى.


(١) ذكر الضوء اللامع ٦/ ٦٩٩ أنها قد تكتب بالشين بدلا من الجيم، وبالتاء بدلا من الطاء، وسماه النجوم الزاهرة ٦/ ٨٠١ "قجقار جغتاي السيفي بكتمر جلق".
(٢) "ابن عبد الله" غير واردة في هـ.
(٣) في هـ: "ومات بحلب بطالا في سادس ربيع الآخر وجاوز الثمانين"، ويلاحظ أن السخاوى قال بالنص في الضوء اللامع ٦/ ٧٩١ "أرخه شيخنا في إنبائه في سادس ربيع الآخر"، أما النص أعلاه فالظاهر أنه هو رأى السخاوى ذاته إذ قال في نفس المرجع، ج ١ ص ٢٣٠ س ٢ إنه "لزم داره إلى أن مات في جمادى الأولى سنة إحدى وثلاثين".
(٤) يعنى بذلك نصر الله بن أحمد بن محمد بن عمر التسترى المتوفى سنة ٨١٢.