للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من حصول شيء من المسجون. وأَما المسجون فلما كان يقاسيه من الحر وغيره من الضيق، فلله الحمد.

* * *

وفيها نازل إسكندر (١) رسل محمد بن قَرَا يوسف [بن قرا محمد] السُّلطانية وقتل متوليها من جهة شاه رخ ملك الشرق ووقعت بينه وبين إسكندر بن قرا يوسف وقعةٌ فانكسر إسكندر وانهزم إلى الجزيرة وقد تمزَّق عسكره.

وفي هذه السنة غزا شاه رخ ملكُ الشرق ابن قرا يوسف فأوقع به خارج تبريز، ودخل شاه رخ تبريز فخربها بحيث صارت قاعًا صفصفًا وجَلا أهلها عنها إلى سَمَرْقَنْد، وأعقب رحيله عنها جرادٌ عظيمٌ أفسد الزرع كله، وعائت الأكراد فيمن بقى فما أبقوا لهم شيئا.

وفيها أغار قرايلك (٢) على الرها فنازلها وأخذ قلعة (٣) خَرْتَ بِرْت وسلّمها لولده، فتوجهت العساكر إليها فحاصروا الرّها وبها هابيل بن قرايلك واسمه عثمان فلم يزالوا حتى أخذوها ونهبوا وأفحشوا، حتى بلغنى - لما دخلت حلب - أنهم فعلوا فيها شيئا أشد مما فعل التتر بدمشق من التخريب والتحريق والفساد بالنساء والصبيان وقتل الأنفس بالسيف والتحريق، والله الأمر.

* * *

وفيها انقطع جسر زِفْتَه فغرق البلد وخربت منه عدة دور.


(١) في ز، هـ "اسكندر رسل محمد بن قرا يوسف" ثم كلمة "كذا" فوق كلمة رسل في ز، ويلاحظ أن هذا الخبر والتاليين له يمكن اعتبارها كلها خبرا واحدا يجرى على النسق التالي وهو أن اسكندر بن قرا يوسف صاحب تبريز كان قد زحف على السلطانية - وكانت تابعة لشاه رخ - وقتل متوليها من قبله مما أغضب شاه رخ، فندب لحربه الأمير عثمان بن طرعلى المدعو قرايلك الذي التقى باسكندر خارج تبريز في ذى الحجة ٨٣٢ لقاء دارت فيه الهزيمة على إسكندر، وألزم شاه رخ أهل تبريز بالجلاء عنها إلى سمرقند.
(٢) المقصود بذلك عثمان بن طرعلى، انظر الحاشية السابقة.
(٣) "قلعة" غير واردة في هـ.