للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولده ومعه جمع كبير، وذكروا أنّ له ولوالده بتلك البلاد أكثر من مائة (١) ألف مريد. ومات علاء الدين المذكور بعد رجوعه من الحج ودخولِه بيت المقدس في شهر ربيع الآخر.

١٤ - على السفطى (٢)، نور الدين، كان يتعانى الشهادة عند الأمراء فباشر نظر المارستان مدة ثم ولى كتابة بيت المال والكسوة، ومات (٣) في ليلة الثلاثاء سلخ جمادى الآخرة وقد جاوز الخمسين.

١٥ - محمد بن إبراهيم بن أحمد، الشيخ شمس الدين الصّوفى [الضرير] ناظر المرستان، ولد سنة تسع وأربعين، واشتغل بالعلم وأحب المذهب الظاهري والانتماء إلى الحديث، ورافق برهان الدين بن البرهان لما دخل بغداد، ثم اتصل بالملك الظاهر برقوق وقام معه فلما عاد إلى السلطنة رعي له ذلك وولاه نظر المرستان، ثم خشى منه فاستأذنه في الحج وتوجه فدخل اليمن وجال في البلاد، ثم عاد بعد موت الظاهر بمدة فأقام بالقاهرة متجمعًا، وكان يرجع إلى دينٍ وتعبد، وعمى مدة إلى أن مات في مسجده (٤) بالكافورى في المحرم منها.

١٦ - محمد بن إبراهيم بن عبد الله، الشيخ شمس الدين الشَّطَنُوفى (٥) الشافعي، وُلد بعد الخمسين وقدم القاهرة شابًّا واشتغل ولم يُرزق الإسناد العالى بل كان عنده عن التقى الواسطى ونحوه، واشتغل بالفقه ومهر في العربية، وتصدّر بالجامع الطولوني في القراءات


(١) في الضوء اللامع ٦/ ٢٣ "ألف مريد" فقط.
(٢) نسبة إلى "سفط الحنا" بالشرقية، وقد وردت في القاموس الجغرافي، ق ٢ ج ١ ص ٧٣ باسم "صفط الحنا" وقال إنها من القرى المصرية القديمة، وأن جوتييه ذكر أن اسمها المصرى القديم هو Per Sepdou أو Sapt ، ومعناها الإله سوبدو إله الشرق، وقد جاء اسمها العربي من Sopt، أما تسميتها بسفط الحنا فلوقوعها في غيط نبات الحنا الذي كان معروفًا عند قدماء المصريين باسم Solkhltou hennow لكثرة زراعة الحناء بأرضها، وعلى كل فهي من البلاد التابعة لمركز أبي حماد بمحافظة الشرقية بمصر.
(٣) في هـ "ومات في أواخر جمادى الآخرة" ولكنه في الضوء اللامع ٦/ ١٧٥ كما في المتن.
(٤) في هـ، وفى الضوء اللامع ٦/ ٨٦٣ "مسجد بالكافوري".
(٥) شطنوف أو شطانوف من القرى المصرية القديمة واسمها القبطى Schentnoufi وقد أورد القاموس الجغرافي ق ٢ ج ٢ ص ١٦٢ - ١٦٣ الصور المختلفة لها عند كتاب العرب والفرنج وتطور اسمها تاريخيا.