للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شخصًا وعارضه جوهر اللَّالا، فنزل غيره فغضب وقام بعد أن حضر التصوف وقت العصر، فقال: "إشهدوا عليَّ أنَّني عزلتُ نفسى من هذه الوظيفة وخلعتها كما خلعت طيلساني هذا! "، ونزع طيلسانه ورمى به، وتحوّل في الحال إلى بيت له في باب القرافة، فلم يعرج السلطان عليه وقرر أمين الدين يحيى بن الأُقصرائي في المشيخة، ونِعْم الرجلان هما، فنزل أمين الدين لابن أخيه محب الدين بن مولانا زاده عن المشيخة بمدرسة جَانْ بك.

* * *

وفيها سقط العينى عن بغلته فانكسرت رِجْله فأقام عدَّة أشهر منقطعا.

واستقر محب الدين المذكور يقرأ عند السلطان السِّير والقصص التي كان يقرؤها العينى.

وفي ثامن عشري شعبان شكى برد بك الحاجب فطلبه، فادعى عليه الشاكي أنه ضربه بغير ذنب فقال: "طلبته فامتنع" فأرسله إلى الحنفى فحكم بعزله عن وظيفته فعُزل أياما ثم أرضى خصمه فصفح عنه فتكلموا له مع السلطان فأعاده.

وفى (١) تاسع رمضان قَرَّر السلطان في مدرسته بقية المذاهب ولم يكن نزَّل بها أولًا إلَّا الحنفي.

وفي ثامن عشر رمضان استقر القاضي شهاب الدين بن السفاح في كتابة السر وكانت شغرت بموت جلال الدين بن مزهر وتكلم فيها شرف الدين بن الأشقر نيابة إلى أن دخل ابن السفاح واستقرّ ولده عمر في وظائفه بحلب.

وفي رمضان وصل كتاب شاه رخ صحبة شريفٍ اسمه "هاشم" بغير ختم أوله: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ﴾ ثم خاطب السلطان فيه بالأمير (٢) وأرعَد وأبرق وتهدد، فكُتب إليه جوابه من جنس كتابه.


(١) أمامها في هامش هـ: "تقرير الوظائف بالمدرسة الأشرفية".
(٢) في هـ "بالأمر".