للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وُلد سنة أربع وسبعين وسبعمائة ونشأ بدمشق ومع والده (١) نقابة الأشراف، وكان فيه بأوٌ (٢) وإقدام، ثم ترقَّى بعد موت أبيه فولى نقابة الأشراف عوضه، ثم ولى كتابة السر في سلطنة المؤيد، ثم ولى القضاء بدمشق (٣) في سلطنة الأشرف، ثم ولى كتابة السر في ذى الحجة سنة اثنتين وثلاثين وباشرها إلى أن مات بالطاعون في جمادى الآخرة.

٧ - أحمد بن علي بن عبد الله بن علي بن حاتم بن محمد بن يوسف، البعلى الأصل الحنبلي القاضي شهاب الدين بن الحبّال الطرابلسي (٤)، ولد سنة تسع وأربعين وتفقه وسمع الحديث، ثم كان مع الذين قاموا في السعي في إزالة دولة الظاهر وأُخذ معهم وضرب، واشتهر بعد اللنك بطرابلس وعظم شأنه، ثم ولى القضاء بها وصار أمر البلد إليه، وكان يقوم على الطلبة ويردّ عنهم ويتعصب لعقيدة الحنابلة، ثم نوه به ابن الكويز فنقل إلى قضاء دمشق في أول دولة ططر فدخلها في جمادى الأول سنة أربع، فاستمر إلى أن صرف في سنة اثنتين وثلاثين في شعبان بسبب ما اعتراه من ضعْف البصر والارتعاش وثُقل السمع، وكانت الأمور بسبب ذلك تخرج كثيرة الفساد؛ وكان مع ما أصابه كثير العبادة ويلازم صلاة الجماعة، وكان منصفا لأهل العلم قليل البضاعة في الفقه، ورحل إلى طرابلس فمات بها في شهر ربيع الأول: بعد قدومه بيوم.

٨ - أحمد بن محمود بن محمد بن عبد الله القيرى (٥)، العلّامة صدر الدين بن القاضي جمال الدين المعروف بابن العجمى، ولد سنة سبع وسبعين وسبعمائة، واعتنى به أبوه


(١) وهو الذي كان يعرف بابن أبي الجن.
(٢) هكذا في ظ، لكنها "جرأة" في بقية النسخ.
(٣) غير واردة في ظ، ويلاحظ أن استقلاله به كان بعد استقرار النجم بن حجى في كتابة السر بمصر وكان ذلك سنة ٨٢٧ هـ، كما أن ولايته الثانية لكتابة السر كانت بمصر أيضا وليست بالشام بعد الجلال بن مزهر سنة ٨٣٢، راجع أيضا ترجمته في قضاة دمشق ص ١٥١ - ١٥٢ وفيها وصف لدخوله دمشق متوليا قضاءها، على أنه يستدل من ترجمته الواردة في النجوم الزاهرة ٦/ ٨١٤ على أنه لم يكن محمود السيرة كما ينبغى.
(٤) لم يرد في ترجمته بقضاة دمشق، ص ٢٩٥ - ٢٩٦ لقب "الطرابلسي"، وبما نقله ابن طولون عن الأسدى أنه لما ليس خلعة الحنابلة اشترط أن لا يركب مع القضاة إلى دار السعادة.
(٥) في ز "التسترى"، ولكنه في بقية المراجع "القصيرى"، بالصاد أحيانا كما في النجوم الزاهرة ٦/ ٨١٦ وبالسين حينا آخر كما في الضوء اللامع ٢/ ٦٢٣، وشذرات الذهب ٧/ ٢٠٢.