للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن العادل أبى بكر بن الأوحد عبد الله بن المعظم توران شاه بن الصالح نجم الدين أيوب صاحب مصر بن العادل أبى بكر صاحب مصر بن الأمير نجم الدين أيوب بن شاذي بن مروان الأَيوبى صاحب حصن كيفا، وكان خرج في عسكره لملاقاة السلطان على حصار آمدفا تفق أن نزل اصلاة الصبح فوقع به فريق من التركمان فأوقعوا به على غرة فقتل، ووصل بقية أصحابه وولده (١) إلى السُّلطان، فقرّر ولده في مملكة أبيه.

وكان فاضلًا دينا له شعر حسن، وقفتُ على ديوانه وهو يشتمل على نوائح في أبيه وغزلٍ وزهديات وغير ذلك، وكان جوادًا محبًّا في العلماء، رحمه الله تعالى.

واستقرّ في مملكته ولده الملك الصالح خليل، وماهو على طريقة والده في محبّة العلماء خصوصًا الشافعية، وله نظم أيضًا؛ وقدم أخوه شرف الدين يحيى بتقدمة أخيه على السلطان بآمد فخلع عليه وكتب عهد أخيه ولقب بالملك الكامل وسار في بلاده سيرةً حسنة ونشر العدل، واستوزر القاضى زين الدين عبد الرحمن بن عبد الله بن المجد وهو قاضٍ شافعى عالم حسن السيرة، ووقع من قرايلك تعرّضٌ للإفساد ببعض بلاده فأرسل إليه يهدّدُه فخضع له وصالحه على أنَّ كلا منهما لا يتعرّض لبلاد الآخر، واستمر الصلح بينهما.

٣ - أحمد بن عبد الله بن محمد بن محمد الأموى، القاضي شهاب الدين المالكي، نشأ بدمشق وتعاطى الشهادة وكتب جيدًا، وخدم البرهان التَّادلي، ثم ولى قضاء طرابلس ثم قضاء دمشق سنة خمسٍ وثمانمائة نحو ثلاثة أشهر، ثم أُعيد فى سنة ست وثمانمائة فامتنع النائب من إمضاء ولايته، ثم ولى من قبل شيخ سنة اثنتى عشرة وانفصل بعد أربعة أشهر وهرب مع شيخ إلى بلاد الروم وقاسى شدة، ثم لمّا تسلطن شيخ ولَّاه القضاء بالديار المصرية وذلك فى شهر ربيع الآخر سنة ست عشرة، فباشر دون السنة بأيّام، وكان شيخٌ يكرهه ويسميه: "الساحر"، ولكن كان بعض أهل الدولة راعيه، ثم استقرَّ في قضاء الشام سنة إحدى وعشرين نحو أربعة أشهر، ثم أعيد فى جمادى الآخرة سنة أربع وعشرين


(١) واسمه الصالح خليل وقد استقر فى مملكة آمد هذه السنة وظل حاكمًا لهما حتى وثب عليه ابن له فقتله سنة ٨٥٦، راجع أيضا التبر المسبوك. أما أخوه يحيى الذي سترد الإشارة إليه بعد قليل س ٩، فلم يرد له ذكر سوى قدومه على الأشرف بهدية أخيه، أنظر عنهما السخاوى: الضوء اللامع ٣/ ٧٣٤، ١٠/ ٩٣٨.