للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من سبعة عشر ذراعًا، وبلغ سعر القمح مائةً وثمانين بعد أن كان بتسعين، والفولُ بمائةٍ وعشرة، والشعيرُ كذلك؛ وامتدَّت الأيدى إلى تحصيل الغلال إما للمُونَة وإما للتجارة، فاشتد الخطب ولله الأمر، ومع ذلك فلَطف الله بأهل مصر لطفًا عظيما كما سيأتي بيانه بحيث أنَّ جميع مَن خَزَن القمحَ نَدم على ذلك لعدم ارتفاع سعره في طول المدة.

* * *

وفيها أرسل يوسف بن محمد بن يوسف بن محمد بن يوسف بن محمد بن الأحمر إلى أبي عبد الله محمد بن نصر بن أبي عبد الله بن الأحمر المعروف بالأيسَر عسكرًا حاصره وهو بالمَريَّة، وكان من شأنه أنَّه ثار على محمد بن الموال ففرّ إلى مالقة فجمع عسكرًا ونازل ابن الموال فغلب عليه فقتله، ثم ثار عليه محمد بن يوسف والد يوسف المذكور فغلب على غرناطة ففر الأيسر إلى تونس، فأقام في كنف أبي فارس حتى جهز معه عسكرًا إلى غرناطة فملكها ثالث مرة، وقتل محمد بن يوسف، فثار عليه يوسف ولده فقتله، وكان صحبة أبى فارس منذ قُتِل أبوه، فلما مات أبو فارس توجّه إلى صاحب قشتالة الفرنجى فأمده بعسكر، وكتب إلى أهل رَندة ومالقة وغيرهما أن يعينوه، وإلى أهل غرناطة أن يطيعوه، ويتهدّدهم إن خالفوه، فسار يوسف فملك رندة ودخل غرناطة وفر منه الأيسر واستقرَّ فيها؛ فلما كان فى هذه السنة جهز إلى الأيسر عسكرًا وهو بالمريّة.

* * *

وفي شعبان طلب من البلاد بالوجه البحرى (١) خيولٌ فُوظِّف على كل بلد فرسٌ واحدٌ، وعلى البلد الكبير إثنان أو ثلاثة وإن لم يوجد فيه خيل أُخِذ عوض الفرس خمسة آلاف، فكانت مظلمةً حادثة.

* * *

وفيه -فى التاسع والعشرين منه- كان ختانُ يوسف بن السلطان وعمرُه يومئذ نحو تسع


(١) أضافت النجوم الزاهرة ٦/ ٧١٧ إلى ذلك أيضا سائر بلاد الوجه القبلى.