للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكانت بينه وبين نجم الدين بن حجّى معاداة (١) فكان كل منهما يبالغ في الآخر، لكن كان ابن الكشك أجود من ابن حجّى، سامحهما الله تعالى، وعاش ابن كشك بضعًا وخمسين سنة، وكانت وفاتُه في صفر (٢) بالشام.

٣ - إسماعيل بن أبي بكر بن المقرئ، عالم البلاد اليمنية شرفُ الدين، أصله من الشَّرجة (٣) من سواحل اليمن ووُلد في خامس عشر جمادى الأُولى سنة خمس وستين وسبعمائة - كذا كتبهُ بخطه- بأبيات حسين، وسكن زبيدًا ومهر فى الفقه والعربية والأدب، وجمع كتابًا فى الفقه سماه "عنوان (٤) الشرف" يشتمل على أربعة علوم غير الفقه يخرج من رموز فى المتن عجيب الوضع، اجتمعتُ به فى سنة ثمانمائة ثم فى سنة ستّ وثمانمائة، وفي كل مرة يحصل لى منه الودّ الزائد والإقبال، وتنقَّلت به الأحوال، وولى إمرة بعض البلاد في دولة الأشرف، ونالته من النَّاصر جائحةٌ تارةً وإقبالٌ أخرى، وكان يتشوق لولاية القضاء بتلك البلاد فلم يتفق له.

ومن نظمه: "بديعيةٌ" التزم أن يكون في كل بيت تورية مع التورية باسم النوع البديعى، وله مسائل وفضائل، وعمل مرة ما يتفرّع من الخلاف في مسألة الماء المشمس فبلغت آلافًا، وله "شرح الحادى (٥) " في مجلدين؛ وحجّ سنة بضع عشرة وأسمع كثيرًا من شعره مكة. رحمه الله تعالى.


(١) أمامها في هامش هـ بخط البقاعى: "فى هذا نظر بل العكس أولى".
(٢) جاء بعد هذا في ز "وفى نسخة: ليلة الخميس سبعة ربيع الأول"، وهذا هو التاريخ الذي أوردته النجوم الزاهرة ٦/ ٨٣٠، ويلاحظ أنه جاء في هامش هـ أمام هذا بخط البقاعى قوله: "مراده بالشام: دمشق".
(٣) عرف مراصد الإطلاع ٢/ ٧٩٠ "الشرجه": "بأنها من أول أرض اليمن.
(٤) ورد اسمه في الشذرات ٧/ ٢٢١ "عنوان الشرف الوافى" وقالت عنه "هو كتاب حسن لم يسبق إلى مثله يحتوى على خمسة فنون، وفيه يقول بعضهم:
عروض وتاريخ ونحو محقق … وعلم القوافى وهو فقه أولى الحفظ
فأعجب به حسنًا وأعجب بأنه … بطين من المعنى خميص من اللفظ
وانظر ما جاء عنه أيضًا في الضوء اللامع ج ٢ ص ٢٩٣ س ٤ - ٨.
(٥) أمامها في هامش هـ "بخط البقاعى": "إنما شرح كتابه المسمى إرشاد الغاوي في مسائل الحاوى، وهو اختصار الحاوى بزيادة مسائل وتصحيح النووى".