طشتمر اللفاف التركي تأمر في أخر دولة الأشراف ثم كان ممن قام مع قرطائ في تلك الفتنة واستقر أتابك العساكر ثم سكن في بيت أرغون شاه واحتاط على جميع موجوده، فلما ضعف في أول هذه السنة وثقل في المرض أوصى أن جميع موجوده ملك ورثة أرغون شاه، مات في ثالث المحرم مطعوناً.
طلحة بن محمد بن عثمان الشرمساحي تقي الدين موقع الحكم، تقدم في صناعته وبرع في فنه وولي ضهادة الخزانة وصاهر أبا البقاء وعظمت منزلته وقد حدث عن بعض أصحاب النجيب، مات في عاشر المحرم، وهو عم صاحبنا عز الدين ابن أبي طلحة.
عبد الله بن العلامة فخر الدين محمد بن علي بن إبراهيم المصري ثم الدمشقي جمال الدين بن الفخر المصري الفقيه الشافعي أبوه، ولد بعد سنة ثلاثين وأسمع على زينب بنت الكمال وجماعة فطلب بنفسه وكتب، مات في شعبان، وكان رئيساً محتشماً كريم النفس، خلف له أبوه مالاً كثيراً فأذهبه في النفقات وعني بالفقه على كبر وكان عند موت أبيه مشتغلاً بالتجارة فاستقر جمال الدين ابن قاضي الزبداني في تدريس الدولعية فباشرها نيابة عنه وشغله في المنهاج وغيره إلى أن تأهل ودرس وقد طلب الحديث بنفسه وقرأ وكتب واسمع أولاده.
عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الهادي المقدسي أخو العلامة الحافظ شمس الدين، سمع مع أخيه من التقي سليمان كتاب العلم للمروزي ومن المجدي الفرج لابن أبي الدنيا ومن الحجار الأمالي لابن عفان ومن أبي نصر بن الشيرازي وابن سعد، مات في جمادى الآخرة وكان أحد شهود مجلس الحكم الحنبلي ويكتب خطاً حسناً.
عبد السلام بن محمد بن محمود بن روزبه بن إبراهيم الكازروني ثم المدني، أحد الفضلاء بالمدينة على ساكنها أفضل الصلاة والتسليم مات في ربيع الأول.