إلى غير ذلك من الاعتذارات، إلى أن أمر بتَرك ذلك وخمدت الكائنة، واستمر الأمر على ما كان.
وفى المحرم قَدمَت هديَّةٌ قَرَايُلك وفيها دراهِمُ مكتوبٌ عليها سكة السلطان الأشرف.
وفيه استقرّ جانِبِك الذى كان نائبا بالإسكندرية حاجبًا عوضًا عن بَردبِك الإسماعيلى بحكم نقله إلى دمياط.
ونودى يومَ النَّوروز بزيادة إصبعين فصار على أربعة عشر إصبعًا من الذراع العشرين، ولا يُحفظ مثل ذلك فيما مضى.
* * *
وفيها استمر إسكندر بن قَرَا يوسف على قلعة شاهين وكان الأمير بها - من قبل أن يستقر رمضان- وقد قدَّمتُ سبب عصيانه عليه، وهى على مسيرة يومين من تبريز، فاستمرّ فيها إلى الآن، فحاصرها إلى أن نفذ زاده ومات فى الحصار فملكها إسكندر واستنقل نساءه بها.
* * *
وفيها رفع داود الكيلانى التاجر عن قاضى مكة أمورًا عظيمة من الظلم والأحكام الباطلة، وسعي فى أن يُقرَّر فى نظر الحرم عوضَه على مال بذله فأُجيب، فراجع أمير مكة وذَمَّ داود المذكور، وذكر أنه أمر سُودُون المحمدى الذى جُهِز من القاهرة لترميم البيت (١) الحرام أن ينظر فى ذلك إلى أن يعود المرسوم من القاهرة، فأُجيب بتقرير سودون المذكور فى ذلك.
وفيها استقرّ سَفَرُ الذى تجهَّز من مصر لقبض المكوس الهندية بجدة في البحر وبطل السفر من البر، وكان للناس فيه فرجٌ كبيرٌ لأن كثيرًا من المسلمين يحبّون المجاورة بمكة، وكان السفر فى هذه الأيام يحصل لهم به صيام رمضان بمكة والعمرة والمجاورة، وفى غضون ذلك يحصل لكثير منهم المكاسب.
وجُدِّدَ فى هذه السنة مرسومٌ بأن لا يوخذ من تجار الهند إلَّا العشر من كل شيء معهم بضاعة من غير تكليف للدرهم الفرد، فإن وُجد بينهم مصرىٌّ أو شامىٌّ يؤخذ منهم الخُمس عقوبةً