للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعزم السلطان على السفر إلى البلاد الحلبية بالعساكر، وكاتب الأشرفُ ابنَ عثمان أن يكونا عونا على شاه رخ، وجهز المراسم إلى بلاد الشام بتجهيز الإقامات، وكتب إلى جميع المدن الكبار بتجهيز العساكر واستخدام جند من كل بلد، والله يختم بخير.

وفيه أدير المحمل على خلاف العادة، لكن أمر مشايخ الخوانق أن يركبوا في صوفيتهم بغير رمّاحة، وأن يلاقوا المحمل من الجامع الجديد إلى الرُّمَيْلة، ويرجع القضاة من هناك.

* * *

وفيها وقعت بقُرب عسفان (١) بين سرية لأمير مكة وبين بعض العرب حرب، فتحيَّل عليهم العرب وأظهروا الهزيمة ثم رجعوا عليهم وقتلوا منهم مقتلة وانهزم مَنْ بقى. ومِمّن قُتل الشريف ميلب (٢) بن على بن مبارك بن رُميثة، وغنموا منهم اثنين وثلاثين فرسًا وجملةً من السلاح.

* * *

وفى يوم الخميس السابع من شهر رجب استقر شيخ الشيوخ محب الدين محمد بن الشيخ شرف الدين عثمان المعروف بابن الأشقر في كتابة السر الشريف عوضا عن القاضي كمال الدين بن البارزي، واستقر شهاب الدين أحمد في مشيخة الشيوخ بسرياقوس عوضا عن والده وباشر، وهرع الناس للسلام عليه فركب هو مسرعا فطاف على كبراء الدولة فسلم عليهم ورجع ونظر في الأمور، ورجع من سلّم عليه يتوجّع للمنفصل على العادة.

* * *

وفي رمضان نُقل قانصوه إلى دمشق بتقدمة ألف عوضا عن جانبك المؤيدى لموته، ونقل حسن ناظر القدس على إمرة قانصوه بدمشق.

وفي جمادى الآخرة صُرِف أمين الدين القسطلاني عن قضاء المالكية بمكة، وأعيد أبو عبد الله النويري.

* * *


(١) ضبطها ياقوت بضم العين وسكون السين وهي على بعد مرحلتين من مكة على الطريق المؤدى إلى المدينة، انظر كتاب على طريق الهجرة للبلادى ص ١٩.
(٢) ضبطتها نسخة هـ بكسر الميم، والصحيح ما اثبتناه بالمتن من فتحها هي واللام وبينهما ياء ساكنة، أما عن "ميلب بن على، فراجع الضوء اللامع ١٠/ ٨٢٣ وإن كان الوارد به انه مات بخليص ليلة الجمعة ٢٦ رجب ٨٣٩ وحمل إلى مكة فدفن بالحجون. أما فيما يتعلق بالوقعة ذاتها فانظر اتحاف الورى ٤/ ٩٠ - ٩٢.