علي بن موسى بن إبراهيم، الرومي الحنفي العلامة علاء الدين، تخرج بالشريف الجرجاني والتفتازاني إلى أن برع وتصدر للإقراء ودخل مصر، فاستقر في مشيخة الأشرفية الجديدة وجرت له مع علماء مصر مناظرات، وبالجملة فكان عالماً محققاً، عارفاً بالجدل، إماماً في المعقول، بارعاً في علوم كثيرة، إلا إن يستخف بكثير من علماء مصر، مات في يوم الأحد ٢٠ من رمضان -.
علي بن موسى بن إبراهيم، الشيخ علاء الدين الرومي صاحب الوقائع المشهورة في هذه السنة.
محمد بن أحمد بن محمد الباهي، الشيخ تاج الدين النويري، نزيل مصر بالنخالين منها، وكان يخدم الشيخ زين الدين البوشي المجذوب، ثم انقطع في منزله وصار يظهر منه بعض الخوارق، وللناس فيه اعتقاد زائد، وأضر قبل موته بمدة، وصار مكانه من جميع جوانبه بنالا وهو مستمر فيه إلى أن مات في رمضان، وأظنه بلغ السبعين أو دونها.
محمد - ولد شهاب الدين البنهاوي التاجر، مات في ذي القعدة، واستولى المتحدث عليه على موجود أبيه، ولعله يزيد على عشرين ألف دينار، فقام اثنان فادعيا أنهما ولدا عمه عصبة، فصالحهما على شيء وصالح ناظر الخاص على شيء آخر، ومجموع ذلك لا يجيء قدر الثلث من الموجود، وكان المخبر بذلك من باشر عرض الموجود وبيعه وضبطه، ومع ذلك فلم يلتفت المذكور لذلك وركب طرف الإنكار، وإن الذي خصه هو الذي استولى عليه من غير زيادة.
محمد صلاح الدين بن الصاحب بدر الدين حسن بن نصر الله كاتب السر بالديار المصرية -، مات بالطاعون، تمرض خمسة أيام، وولي أبوه في يوم الخميس وظيفته وهرع الناس للسلام عليه وباشر -، واتفق انحطاط السلطان في المرض إلى أن ثقل فيه وكان ما تقدم، وكان صلاح الدين أولاً يلقب غرس الدين واسمه خليل، ثم غيره أبوه في الدولة المؤيدية واستمر، ونشأ صلاح الدين - فهماً يقظاً فتعلم الخط المنسوب والحساب، وولي شاد المارستان والحجوبية في الدولة الناصرية فرج، وولي إمرة طبلخاناة في الدولة المؤيدية، وولي نديم الأشرف ثم كتابة السر عن أبيه وظائفه كلها كنظر الجيش ونظر الخاص والوزارة، وولي الأستادارية الكبرى مرتين في أيام ططر وأيام الأشرف ثم استعفى - وباشر عن أبيه في وظائفه كنظر الجيش ونظر الخاص والوزارة نيابة، وولي إمرة طبلخناة، ثم ولي الأستادارية بتقدمة ألف ثم استعفى، ثم نادم السلطان بعد ابن قاسم فولاه الحسبة ثم كتابة السر، فلم يقم بها إلا دون السنة، وكان كثير البشاشة وحلاوة اللسان وينسب إلى التزيد في القول - عفا الله تعالى عنه