علي بن محمد بن عبد الرحمن، نور الدين الصهرجي، مات في شوال عن نحو السبعين، وهو من قدماء الطلبة الشافعية، وكان مشهوراً بالخير ويتكسب بالشهادة.
علي بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد، البخاري العجمي علامة الوقت علاء الدين، مولده في سنة ٧٧٩ ببلاد العجم، ونشأ ببخارى فتفقه بأبيه وعمه العلا عبد الرحمن، وأخذ الأدبيات والعقليات عن الشيخ سعد الدين التفتازاني وغيره، ورحل إلى الأقطار واجتهد في الأخذ عن العلاء حتى برع في المعقول والمنقول والمفهوم والمنظوم واللغة العربية وصار إمام عصره، وتوجه إلى الهند فاستوطنه مدة، وعظم أمره عند ملوكه إلى الغاية لما شاهدوه من غزير علمه وزهده وورعه، ثم قدم مكة فأقام بها، ودخل مصر فاستوطنها، وتصدر للإقراء بها فأخذ عنه غالب من أدركناه من مذهب وانتفعوا به علماً وجاهاً ومالاً، ونال عظمة بالقاهرة مع عدم تردد إلى أحد من أعيانها حتى ولا السلطان والكل يحضر إليه، وكان ملازماً للإشغال والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقيام بذات الله مع ضعف كان يعتريه، وآل أمره إلى أن توجه إلى الشام فسار إليها بعد أن سأله السلطان في الإقامة بمصر مراراً فلم يقبل، وسار إليها فأقام بها حتى مات في رمضان، ولم يخلف بعده مثله لما اشتمل عليه من العلم والورع والزهد والتحري في مأكله ومشربه وعدم قبوله العطاء من السلطان وغيره، ولما سافر السلطان إلى آمد ركب إليه وزاره أول ما دخل دمشق.
علي بن مفلح، الحنفي نور الدين ناظر المارستان ووكيل بيت المال، مات يوم الجمعة ٢٢ ذي القعدة عن نحو السبعين، وكان عارفاً بصحبة الرؤساء كثير الخدمة لهم، كثير التودد لأصحابه والإعانة لهم، وفيه لبعض الطلبة خير وبر، وكان قد ولي مشيخة الجامع الجديد بمصر مدة.