وفيه مات للأمير الكبير ثلاثة أولاد: ذكر وانثيان، فدفن البنتين في يومه ودفن الصبي صبيحة هذا اليوم.
وفيه مات للقاضي الحنفي بنت أخرى.
محمد بن الخضر بن داود بن يعقوب بن يوسف بن أبي شديد، الحلبي شمس الدين ابن أخي الرئيس سليمان بن داود الأديب الشهير بابن المصري، ولد بحلب قبل السبعين، وأسمع على الكمال بن حبيب والظهير ابن العجمي وعمر بن أيدغمش وغيرهم ونشأ بها، وتكسب بالشهادة ثم بالتوقيع، وكانت له فضيلة ويرجع إلى ديانة، وقدم القاهرة بعد اللنك فأقام بها دهراً، وعمل التوقيع عند جمال الدين ثم في ديوان الإنشاء عند ناظر الجيش، ثم تحول إلى بيت المقدس واستقر شيخ المدرسة الباسطية به، ومات هناك وله نيف وسبعون سنة، وسمع مني وكتب في الإملاء ومن شرح البخاري، وقرأ على المقدمة، ومن كتابي في الصحابة، وأجاز لي في استدعاء أولادي، وطارحني بأبيات وهو في بيت المقدس فأجبته، وأنشدني لغزاً لغيره في المسك وسألني جوابه، ففعلت - والله يرحمه؟ واستقر بنوه في جهاته التي بالقاهرة.
محمد بن عمر بن محمد ناصر الدين الطبناوي - بفتح المهملة والموحدة وتخفيف النون - نسبة إلى طبنا من عمل سخا، ذكر لي أنه ولد سنة ٧٥٣، وكان أبوه مذكوراً يقال له ركن الدين، فنشأ في محبة الفقراء وتقدم فيهم، وكان مطاعاً عند الأمراء والأكابر، وقد ذكرت قصته في الحوادث - في هدم الدير المعروف بالمغطس وأنه قام في ذلك سنة أربعين فاتفق من خذل السلطان عن - الأمر بهدمه بعد أن كان انطاع لذلك لكنه أمر بإغلاقه، ثم قدر أنه أذن بهدمه في هذه السنة، فبادر الشيخ وأعوانه إلى ذلك فهدم، وقدم الشيخ القاهرة مراراً وله أتباع، وهو على طريقة حسنة من العبادة والتوجه والرغبة في الخير، وكان اجتماعي الأخير به في أول ذي الحجة من هذه السنة، وذكروا أن والدته كانت من الصالحات ويؤثر عنها كرامات ولها شهرة في تلك البلاد.