للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العباس، ذكر لي أنه وُلد سنة إحدى وسبعين وسبعمائة تقريبا بجياد (١) من مكة، وتولّع بالأدب، وقدم الديار المصرية في سنة ستٍ وثمانين وسبعمائة صحبة زكيّ الدين الخرّوبي وتردّد إليها، ثم استقر بالقاهرة وتكسب فيها بمدْح الأعيان.

وكان ينشد قصائد جيدةً منسجمة، غالبا في المديح، فما أدري أكان ينظم حقيقة أو كان ظفر بديوان شاعر من الحجازيين وكان يتصرف فيه، وإنما ترددتُ فيه لوقوفي في بعض القصائد على إصلاح في بعض الأبيات عند المخلص أو اسم الممدوح، لكونه فيه زحاف أو كسر، والله يعفو عنه.

وأظنه كان مخطئا في سنة مولده فإنّه كان اشتدّ به الهرم وظهر عليه جدا، والله أعلم.

٦ - أحمد (٢) بن محمد نجم الدين البابي، شهاب الدين، نسبة إلى "باب"، وكان يصحب القاضي صدْرَ الدين المناويّ، وتقدم في ولايته القضاء، ثم ولى تدريس الشريفية بالقرب من الجودريّة، وسكن بها إلى أن مات وقد جاوز الثمانين.

٧ - أرغون شاه النيروزي، وكان ولى أستادارية السلطان بدمشق، وولى الوزارة بمصر ثم الأستادارية ثم عاد إلى دمشق على إمرة.

مات في حادي عشر رجب.

٨ - أقباي اليشبكي، كان من مماليك يشبك، واستقر بعد ذلك دويدارًا صغيرًا وولى نيابة الإسكندرية في العام الماضي (٣)، وكان متواضعًا بشوشا كثير الحرص على التحصيل، ولم يُحْمد في ولايته المذكورة.

مات في يوم السبت ٢١ ذي القعدة (٤)، واستقر زين الدين عبد الرحمن بن علم الدين بن الكويز في نيابة الإسكندرية.


(١) الوارد في كل من الضوء اللامع وعنوان الزمان "شعب جياد" أما جياد - وقد يقال أجياد - فجبل بمكة ومحلة بها. انظر مراصد الاطلاع ١/ ٣٣، ٣٦٤.
(٢) ورد اسمه في هـ هكذا: "أحمد الباب شهاب الدين، بباء موحدة نسبة إلى الباب من قرى حلب" انظر ياقوت، ١، ص ٤٣٧، ٦٠٣ والدمشقي: ٢٠٥ وراجع أيضًا Le - Strange : Palestine Under The Moslems، PP. ٤٠٦، ٤٢٦.
(٣) يقصد بذلك سنة ٨٣٩، على أنه ولى نيابة الإسكندرية سنة ٨٣٧، وراجع أيضًا الضوء اللامع ٢/ ٣٤ برقم ٩٩٩، والسلوك للمقريزي ٤/ ١٠١٥ والنجوم الزهرة ١٥/ ٢٠٧، Wiet : Op . Cit.، ٤٨٠
(٤) بعد أن ذكر الضوء اللامع ٢/ ٩٩٩ هذا الشهر قال "وقيل في آخر شوال سنة ٤٠".