للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السبعين (١)، وكان سفَّاطا (٢).

٣٤ - نعمة الله بن الشيخ شرف الدين محمد بن عبد الرحيم (٣) الجرهي (٤) - بفتح الجيم والراء الخفيفة - مات وله دون الثلاثين سنة (٥)، وُلد بشيراز (٦) وسمع الكثير وحُبِّبَ إليه الطلب، وسمع من أبيه وجماعة بمكة، ثم قدم القاهرة فأكثرَ عنّي وعن الشيوخ، وفهم وحَصل كثيرًا من تصانيفي ومهر فيها، وكتب الخَط الحسن وعَرف العربية.

ثم بلغه أن أباه مات في العام الماضي (٧) فتوجّه في البحر فوصل إلى البلاد ورجع هو وأخوه قاصدين إلى مكة، فغرق نعمةُ الله في نهر الحسا ونجا أخوه، فلما وصل إلى اليمن ركب البحر إلى جدة فاتفق وقوع الحريق بها فاحترق مع من احترق لكنه عاش وفقد رجليه معًا فإنّهما احترقتا، وعاش هو بعده، وذلك في شوال منها.

وكانت وفاة نعمة الله في رجب (٨) أو شعبان ظنًّا.


(١) في هامش نسخة هـ بخط البقاعي: "بل جاوزها فإنّه ولد سنة اثنتين وستين تقريبا في سبك العبيد.
(٢) جاء بعد هذا في ز في نفس الترجمة "هو ابن أحمد بن موسى بن عبد الله بن سليمان الشافعي، ولى تدريس مدرسة ابن غراب والطيبرسية برحبة الشرفى يحيى بن العطار، وكان عالما بالفقه مشاركا في الأصول والعربية دينا خيرا متواضعا، انتفع به خلائق لا يحصون وتفقه بالأبناسي وغيره وأذن له الأبناسي ويقال أنه استخلفه في حلقته لما أراد الحج، وكان في كل سنة يقرئ واحدا من المختصرات الثلاثة: التنبيه والحاوي والمنهاج تقسيما بالجامع الأزهر، وغالب الفضلاء الآن من طلبته. قال ابن القوطية (سفطا: لم يكن له لحية فهو "سفاط"، والسفط بفتح الفاء في اللغة وعاء كالقفة أو الجوالق) وقال في الصحاح أيضًا "السفاط العوسج لا لحية له أصلا وكذلك السفوط والسفيط". على أنه يستدل من بعض ما ورد في هذه الإضافة على أنها ليست من قلم ابن حجر. زد على ذلك أن الضوء في ترجمته إياه قال، ج ١، ص ١٧٨ س ١ - ٣: "ذكره شيخنا في إنبائه باختصار"، ثم نقل من قوله كان متصديا لشغل الطلبة .. ما يؤكد أن ما جاء بعد ذلك ليس مما كتبه ابن حجر. لكنها وردت في ترجمته في الضوء اللامع ٢/ ٦٤٨ لأحمد بن موسى بن عبد الله بن موسى (وهذا غير والد صاحب الترجمة أعلاه لاختلاف الجد الخامس عند صاحب الترجمة عن الرابع في "أحمد"، يضاف إلى هذا أن وفاة أحمد كانت سنة ٨٥٨ أي بعد الثماني عشرة سنة ممن ترجم لهم ابن حجر.
(٣) في هامش هـ بخط البقاعي "ابن عبد الكريم بن نصر الله بن سعد الله بن أبي حامد عبد الله بن عبيد الله، أبو الخير شهاب الدين البكري".
(٤) هكذا أيضًا في الضوء اللامع ١٠/ ٨٦٢ وقال أن بعض الفقهاء ذكر له بكسرهما معا، أي بكسر الجيم والراء، ولكنه وارد في الشذرات ٧/ ٢٣٧ "الجرهى بكسر الجيم وفتح الراء الخفيفة"، وجاء في هامش هـ بخط البقاعي: "بل هو بكسرها".
(٥) ذكر السخاوي في الضوء اللامع نفس الجزء والرقم أنه ولد في صفر سنة ٨٠٥ وبذلك يكون عمره حين وافته منيته خمسا وثلاثين سنة فقط.
(٦) جاء بعدها في هـ بخط البقاعي: "سنة خمس عشرة وثمانمائة".
(٧) أي سنة ٨٣٩.
(٨) جاء في هامش هـ بخط البقاعي: "في تعاليقي أنه في ليلة الجمعة رابع شهر رجب"، وفي السخاوي: "في رجب" فقط.