للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومهر في علم الميقات، وكان ينظم نظمًا وسطًا، سمعْتُ منه ومدَحَني مرارا، وكان يعمل الألحان وينقل كثيرا منها إلى ما ينظمه، فإذا اشتهر وكثر العمل به تحوّل إلى غيره، وهو أحد مفاخر الديار المصرية، ولم يخلف بعده مثله، وذكر لي أن مولده سنة ثمانين.

وكان قد أسرع إليه الشيب والهرم، وخلّف كتبا كثيرة تزيد على ألف مجلّد، وخلّف مالًا جزيلا خفى غالبه (١) على ورثته.

مات في يوم السبت (٢) ١٥ ذي القعدة.

٦ - أرْكُمَاس، دويدار الأمير الكبير، وكان خَدَم دويدارا عند يَلْبُغَا المظفري قبل أن يلي وظيفة الأمير الكبير، ثم خدم عند يشبك (٣) الأعرج الساقي بعد أن كان أميرًا كبيرًا، وكان حسن السياسة، عارفًا بالأمور، مشكور السيرة، قليلَ الشّر، وولى نظر الأوقاف بعد موت (٤) قَطْلُوبغا حجى، ومات في المحرَم.

٧ - إسكندر (٥) بن قرا يوسف صاحب تبريز. مات مشتتا عن بلاده مذبوحا (٦) - ذبحه الله - في ذي الحجة.

٨ - أبو بكر بن عبد الله بن أيوب بن أحمد الملّوي، ثم المصري الشاذلي، الشيخ زين الدين، ولجَدِّه أيوب زاوية بملّوي، وكان معتقدًا، وأما هذا فوُلِدَ سنة ٧٦٢ وصحب الفقراء وتُلْمِذَ للشيخ حسين الحبار، ثم لازم صاحبه صلاح الدين العلائي، وصار يتكلّم على الناس بزاوية الحبار (٧) بقنطرة الموسكي، ويفسر القرآن برأيه على قاعدة شيخه، فضبطوا عليه أشياء، ورفع للقاضي جلال الدين، فمنعه من الكلام إلّا إن قرأ من تفسير البغوي


(١) كان مما أشار إليه السخاوي في الضوء اللامع ٢/ ٨٤ أنه كان شديد الثراء لكن ركبه الدين لكثرة اقتنائه الكتب النفيسة بالخطوط المنسوبة والجلود المتقنة.
(٢) في ز "١٨ ذي القعدة" والتصويب من كل من الضوء اللامع وعنوان الزمان.
(٣) كان موته سنة ٨٣١ راجع إنباء الغمر ٣/ ٤١٧ برقم ٢١.
(٤) راجع إنباء الغمر، ج ٣، ص ٥٢٨، برقم ١٥.
(٥) هذه الترجمة غير واردة في هـ. ولكنها مذكورة في ز.
(٦) كان ذبحه على يد ابنه "قوماط" وهو يحاصره من قبل أخيه "جهان شاه" بقلعة النجاء، انظر الضوء اللامع ٢/ ٨٨٥، وعباس العزاوي: العراق بين احتلالين ج ٣، ص ١٠٠ - ١٠٤ وانظر أيضًا Wiet : Les Biographies du Manhal Safi، No. ٤٣٠ et ٤٣١
(٧) لم أجد ذكرا لما سماه ابن حجر بزاوية الحبار في الزوايا التي أشار إليها الخطط ٣/ ٤٢٨ - ٤٣٧. أما قنطرة الموسكي فكانت تقع على الخليج الكبير ويخطئ من يظن أن تسمية منطقة الموسكي الحالية بالقاهرة ترجع إلى عهد الحملة الفرنسية لأن هذه القنطرة والناحية نفسها من إنشاء الأمير "عز الدين موسك" أحد أقارب صلاح الدين الأيوبي، وقد مات عز الدين موسك هذا في دمشق سنة ٥٨٤ هـ، انظر خطط المقريزي ٢/ ٥٥٤.