للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه أشيع مَوتُ الشيخ عز الدين عبد السلام (١) بن داود بن عثمان المقدسي شيخ الصلاحية ببيت المقدس، فَعُيّن شهاب الدين أحمد بن الكوراني (٢) التبريزي عوضه بشرط ثبوت موته. فلمّا كان بعد قليل حضر شرف الدين يحيى بن العطار -الذي كان استقرّ في مشيخة خانقاه ناظر الجيش عوضا عن شهاب الدين بن المصري- إلى القاهرة، فأخبر أن ضعف عز الدين لا يقتضي الموت، وأنه فارقه وهو في قيد الحياة.

* * *

وفى التاسع من جمادى الآخرة كان أول كيهك (٣) وهو أول الأربعينية عند المصريّين، فوقع فيه مطر يسير وكذلك في الليل، ثم أرعدت (٤) وأبرقت فى يوم الجمعة، ثم وقع المطر الغزير وتواتر، وانتفع به أصحاب الزرع انتفاعا جيدا.

* * *

وفيه استقرّ فى قضاء الشام القاضى تقي الدين أبو بكر (٥) بن قاضي شهبة، وكان ناظر الجيش عَيّن لوظيفة القضاء برهانَ الدين الباعوني وجُهِّزَت له الخلعة والتوقيع، فجاء كتابُ النائب يذكر أنه امتنع وأصرّ على الامتناع، فجهز توقيع المذكور.

* * *

وفيه حضرنا عند السلطان بسبب محاكمة، فذَكر أنّه بلغه أن الشيخ زين الدين أبا هريرة بن النقاش بنى بيته الذى بجوار جدار الجامع الطولوني من داخل السور الذي للجامع بغير حق، وأنّهم حكموا قديما بهدْمه.

وكان السلطان أمر أوّلًا أن يتوجّه القضاة الأربعة إلى الجامع ويكشفوا حال البيت المذكور، فكشفوه وأعادوا له الجواب بأنه حكم على أولاده بسدّ الباب الذي فتحه في جدار


(١) راجع ترجمته في كل من عنوان الزمان للبقاعي برقم ٢٨٠ والسخاوي: الضوء اللامع ٣/ ٥١٤ حيث أطال فيها بصورة ملحوظة، وكانت وفاته بالقدس سنة ٨٥٠.
(٢) في هامش هـ بخط البقاعي: "أحمد بن إسماعيل بن عثمان، وبهذا أيضا سماه حين ترجم له في معجمه عنوان الزمان رقم ١١ وإن لم يشر إلى كلمة "التبريزى" وإنما اكتفى بقوله: ولد -كما أخبرنى- في قرية هلولا من معاملة كوران". ونضيف إلى ذلك أن ولادته كانت سنة ٨١٣ ووفاته سنة ٨٩٣ انظر أيضا الضوء اللامع. جـ ١ ص ٢٤١ - ٢٤٣.
(٣) يطابق هذا التاريخ ما ورد في التوفيقات الالهامية، ويوافقه اليوم الثامن والعشرون من نوفمبر ١٤٣٨ م.
(٤) جاء في هامش نسخة هـ بخط البقاعي: "إنما يقال رعدت وبرقت ثلاثيين مجردين" وجاء بعد هذا في الهامش بغير خطي الناسخ والبقاعي التعليق التالي: "تقدم أن فيها الغناء".
(٥) انظر في ذلك ابن طولون: قضاة دمشق ص ١٦٨ - ١٦٩.