للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنها نسبة لبعض قرى (١) بساط. مات بعد العصر يوم الخميس الثاني عشر من شهر رمضان، أصابه صرع فغشى عليه، فصرخوا عليه ثم تحرّك، فأمرهم الطبيب أن لا يسرعوا في جهازه ثم أصبح ميتا، فأخرجت جنازته، وكان له مدة طويلةً متمرّضًا بالقولنج يثور به فينقطع أيامًا، ثم يسكن عنه فيفيق، وكان في أوائل رجب قد نصل وركب وتصرّف وحكم وحضر مجلس السلطان، ثم انقطع قليلًا، ثم عوفي وركب أول يوم من رمضان إلى القلعة، وحضر سماع الحديث، وسلم على السلطان مع الجماعة عقب الفراغ من صلاة العصر، وفرح السلطان بعافيته، وحضر معنا مجلسًا بالصالحية بأمْر السلطان يوم الثلاثاء ثالث عشر رمضان، وهو في عافيةٍ تامة وقد صام، واستمرّ متماسكًا يكتب على الفتاوي، ويسمع الدّعاوي، ويعلم على القصص وغيرها للنّواب إلى صبيحة يوم الخميس إلى أن ثار عليه الوجع في آخر النهار فقضى.

وكان (٢) مولده في جمادى الأولى سنة ستّين وسبعمائة فأكمل اثنتين وثمانين سنة وأشهرًا وأياما.

وكان فى شبيبته نابغًا فى الطلبة، واشتهر أمره وبَعُد صيتهُ، واشتغل في عدّة فنون، الحديث على عبد الرحمن بن البغدادي وغيره ولم يكثر بل لم يطلب أصلا ولا اشتغل به، وكان عارفًا بفنون المعقول والعربيّة والمعاني والبيان والأصلين، وصنّف فيها تصانيف، وفي الفقه أيضا، وولى تدريس الفقه بالشّيخونية، ودام فيه أكثر من ثلاثين سنة، ثم قايض بها التدريس بالظاهرية البرقوقية، وناب فى الحكم عن ابن عمه جمال الدين يوسف البساطي وغيره مدّة.

وكان بحالة هيئة من قلة الشيء، ثم نوّه به الأمير ططر فذكره عند الملك المؤيّد فولّاه مشيخه التربة الظّاهرية -عقب موت حاجى فقيه- سنة تسع عشرة، ثم ولّاه القضاء عقب وفاة جمال الدين الأقْفَهْسي (٣) في جمادى الأولى سنة ثلاثٍ وعشرين، فأقام فيه نحو عشرين


(١) أشار الضوء اللامع في ترجمته إلى أنها من قرى الغربية ولكن الوارد في القاموس الجغرافي، ق ٢، ج ١، ص ١٥٨ أنها من اعمال محافظة الدقهلية.
(٢) أشار السخاوي في الضوء اللامع ٧/ ٧ إلى الاختلاف في شهر مولده، فهو عند البعض في المحرم، وعند آخرين سلخ جمادى الأولى، ثم أشار إلى أن صفر هو المعتمد.
(٣) راجع وفيات سنة ٨٢٣. انظر إنباء الغمر ٣/ ٢٢٩، ترجمة رقم ٦.