للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن عُزِل، فاستمرّ يتردّد إليه وهو معزول إلى أن أدركه الموت، وكان قد شارف الثمانين وهو جلد، وكان يكثر تلاوة القرآن، ويقال خلف مالًا كثيرًا، عفا الله عنه (١).

١٦ - محمد بن زين الدين بن عبد الله، شمس الدين بن زين الدين المرساوي الأصل الجرائحي المعروف بابن الريغي (٢) القبابي (٣) اشتغل في علم الجراحة وتحوّل إلى الديار المصرية قديما فسكن التبَّانة، وتقدم في صناعته واستقَر في الرياسة وطعن في السن، وفي شعر لحيته السواد الكثير، وكان يَدّعى أنه جاوز المائة، وقرائن الحال تُشْعر بأنها دعوى من المحال.

١٧ - محمد (٤) بن سعيد بن كَبَّن، بفتح الكاف وتشديد الموحّدة الثقيلة بعدها نون، جمال الدين، مات بعدن من بلاد اليمن وكان قاضيها. مات في السابع من رمضان، وكان فاضلًا، وولي القضاءَ بعدن نحوًا من أربعين سنة، تخلَّلَتها ولاية القاضي عيسى اليافعي بعدن مُدَدًا مفرقة، وكان جمال الدين فاضلًا مشاركًا في علوم كثيرة، وأسف الناس عليه لما


(١) جاء بعد هذا في نسخة زمايلي: "وجد بالهامش: محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن مجاهد ابن يوسف بن محمد بن أحمد بن على العبسي الدمشقي عرف بابن ناصر الدين، محدث الشام فى زمنه. مات في ربيع الأول سنة ٤٢ وترجمه شيخنا في معجمه في القسم الثاني مطولا، وقال غيره: ولد في العشر الأول من المحرم سنة ٧٧ بدمشق، وقرأ القرآن وحفظ مختصرات وسمع على البلقيني وأبي هريرة من الذهبي وابن صديق ورسلان بن أحمد الذهبي، وفاطمة وعائشة ابنتى عبد الهادي وخلائق، واشتغل وحصل وتفقه ومهر فى الحديث وخرج وأفاد ودرس واعاد وتكلم على الناس وشارك في الفضائل، وألف عدة مؤلفات وصار مرجع الناس إليه بدمشق وما حولها في علم الحديث. سئل المؤلف عنه وعن البرهان الحلبي فقال: "البرهان نظره قاصر على كتبه وأما هذا فنحوي". مات في يوم السبت ٢٨ ربيع الآخر سنة ٨٤٢ مسموما فإنه خرج مع جماعة يقسم قرية من قرى دمشق فسمه أهل تلك القرية وحصلت له الشهادة رحمه الله تعالى".
هذا وقد ترجم له السخاوي فى الضوء اللامع جـ ٧ ص ١٧٧ فقال محمد بن أبى بكر بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن ناصر الدين هكذا نسبه بعضهم وهو غلط فابو بكر كنية عبد الله لا ابنه". ثم ترجم له في "محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن مجاهد بن يوسف، وأطال في ترجمته ج ٨ ص ١٠٣ - ١٠٦ ثم عاد فنص في ص ١٠٥، س ٢٣ على أن ابن حجر أغفل إيراده في أنبائه. هذا والارجح أن هذه الترجمة منظور فيها لما جاء فى السخاوي فقد تشابهت بعض العبارات حيث جاء في الضوء ج ٨ ص ١٠٥ س ٢٠ - ٢١ قوله: "وقد سئل شيخنا عنه وعن البرهان الحلبي فقال "ذلك نظره قاصر على كتبه وأما هذا فنحوي، وإن وردت في الضوء، فيحوش، بدلا من "نحوي" وهو خطأ لم ينتبه إليه الناشر في مصر ولا في طبعته ببيروت.
(٢) وردت هذه الكلمة بالفاء في الضو اللامع ج ٧، ص ٢٤٥، آخر سطر.
(٣) في ز "القباني".
(٤) أطال السخاوي في ترجمته الواردة بالضوء اللامع، ج ٧، ص ٢٥٠ - ٢٥ وسماه بمحمد بن سعيد بن على بن محمد بن كبن.