للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الزيادة مستمرة بأكثر من ذلك، وكان آخر يوم من مِسْرَى - يوم الأحد - ثانى عشر ربيع الأول انتهى إلى تسعة عشر ذراعًا وستة عشر إصبعا.

* * *

وفي ليلة السبت حادى عشر ربيع الأول حُوِّل الملك العزيز من القلعة إلى ساحل بُولَاق، فأنْزل في الحرّاقة الصغرى، ومعه من يَتَوَكَّل به إلى الإسكندرية، فسُجِن بها على عادة مَن تقدّمه (١)، كولد الناصر فرج، ثم ولد الملك المؤيّد.

وعمل المولد السلطانى في يوم الأحد الثاني عشر منه، وكان حافلًا وفرغ وقتَ العشاء سواءً، ورجعنا، وخرج الناس والأسواق مفتحة والليلة مقمرة جدًّا، والله الحمد.

ونودى بالسفر إلى مكة في الرّجبية، وعُيِن عِدة من المماليك للإقامة بمكة والمدينة، أما مكة فلحفظ البضائع الواردة من الهند من عبيد مكة وسفهائها، وأما المدينة فَلِقمْع الرافضة الذين تسلّطوا على أهل السُّنة بها.

* * *

وفى هذا الشهر قبض على سراج الدين عمر بن موسى الحمصي الذي كان قاضِيَ طرابُلس ثم دمشق، وكان قد تسحّب من دمشق لكلام بلغه عن السلطان من جهة انتمائه إلى إيِنَال الجَكَمِى، فأقام بقرية من طرابُلُس، فبلغ ذلك النائب فمسكه وقيَّدَه بقيد ثقيل وسجنه، فكوتِب فيه فشفع فيه بعض الأمراء بالقاهرة، فأذن في إطلاقه، وتوجه القاصد بذلك.

وكان سفر الرجبية من القاهرة.

* * *

وكان أول توت أوّل السنة الشمسية (٢) يوم السبت ثامن عشر ربيع الأول، ابتدأ السلطان في الحكم بين الناس بالإسطبل على العادة، ونودِى بذلك، فكان أوّل شيء أمَرَ


(١) كان ممن حملن معه ثلاث جوار لخدمته، كما رسم أن يصرف له مِن دَخْل أوقافه ألف دينار، ورتبوا له ولمن معه كل يوم ألف درهم من أوقاف أبيه. انظر النجوم الزاهرة ٧/ ١٠٦، س ١ - ٦.
(٢) أي السنة القبطية ويلاحظ أن الوارد في جدول هذه السنة بالتوفيقات الإلهامية أن أول توت يعادله الأحد ١٩ ربيع الأول سنة ٨٤٣ و ٣٠ اغسطس ١٤٣٩.