للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

به أن ينفى عز الدين البساطى المالكي، وناصر الدين الشنشي الحنفى وولده إلى قوص، ثم بلغني أنه شفع فيه، ثم لم يتم ذلك للبساطى واستمر للشنشى، وأمرَ السلطان القضاةَ أنْ لا يَحْبِس أحدُ مِن نوّابهم أحدا إلّا بعد مراجعة مستنيبه.

* * *

وكُسِر سدّ الأميرية وغيرها في هذا اليوم. فنقص البحر نحو نصف ذراع بعدْ أنْ كان نودىَ عليه يوم الجمعة بإكمال العشرين ذراعًا، ثم زاد إلى سلْخ الشهر تسعة أصابع، وانتهت الزيادة يوم الجمعة ثامن شهر ربيع الآخر إلى أحد عشر إصبعًا من أحد وعشرين ذراعًا والحقّ أنه لم يكمل العشرين ذراعًا، وإنما الافتراء من أمين البحر.

وفيه وقع بين المطوّعة في البحر مِنْ أهل دمياط وبين الفرنج وقعة بساحل صيدا، قُتِل فيها كبيرهم المجاهد عبد الرحمن (١)، وأسِر المسلمون بعد أن قُتِل منهم جماعة، وأخذت لهم ثلاثة مراكب، وأسف المسلمون على ذلك أسفًا شديدًا.

وفي أواخر شهر ربيع الآخر ورَدَت مطالعة نائب الشام يشكو فيها من القاضيين الشافعي والحنفى، فأمر السلطان بعزْلهما معًا، فعُزِل القاضي بهاء الدين بن حجيّ من كتابة السرّ بدمشق ومن قضاء الشافعية. واستقر في قضاء الشافعية شمس الدين الوَنائي. وقُرِّر في يوم الخميس سابع شهر ربيع الآخر، وفى كتابة السرّ شهاب الدين العجلوني، الذي كان يوقِّع عن الأمير الدويدار الكبير، وكان عُيّن لها زين الدين بن السّفّاح (٢) بل قيل له "الْبس الوظيفتين معا"، ثم استقر في نظر الجيش فقط، وصرف جمال الدين الكَرَكِي.

وأمر السلطانُ بنقل بهاءالدين مِنْ دمشق إلى القدس يسكنها بطالًا، ثم تكلّم له في تدريس الصَلاحيّة فرسم له بها، وصرف الشيخ عز الدين القدسى وتوجّه القاصدُ بذلك إلى دمشق ثم بطل ذلك. وكتب إلى ابن حجّى بالقدوم إلى القاهرة، واستمرّ القدسي في وظيفته، فقدم ابن حجّى في رجب، ثم خلع عليه بنظر الجيش، وسافر في أول رمضان، وصُرف زين الدين بن السفاح، وأعيد إلى نظر الجيش بحلب، واستقرّ في قضاء الحنفية بدمشق بعضُ المصرييّن.


(١) في هامش هـ بخط البقاعي: "هو الشيخ عبد الرحمن العجمى صاحب الزاوية المطلة على البحر في دمياط".
(٢) أمامها في هامش هـ بخط البقاعي "كأنه سقط هنا شيء".