للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشديد بحيث إنه كان يضاهي ما كان في أول الشتاء أو أشدّ منه، واستمر إلى أن فرغ برمهات، وعاد مزاج فصل الربيع على العادة.

وفي الثاني منه نقلت الشمس إلى برج الحمل.

وفى يوم الأحد الثالث والعشرين منه، الموافق لأول يوم من بَرمُودة كان عيد النصارى أخزاهم الله تعالى.

وفي النصف منه تنازلت أسعار الغلال وانحطّت إلى قدر النصف، بحيث بيع ما كان بلغ ثلاثمائة بمائة وخمسين، وأقلّ من ذلك.

* * *

ورحل إلى القاهرة طالبُ الحديث الفاضل البارع: قطب الدين محمد بن محمد بن عبد الله بن خيضر بن سليمان بن داود بن ضُميدَة (١) البلقاوي الدمشقي ويعرف الآن بالخيضرى (٢)، نسبةً لجدّ أبيه، فسمع الكثير وكتب كتبًا كثيرةً وأجزاء، وجدّ (٣) وحصّل في مدةٍ لطيفة شيئًا كثيرًا، وتوجّه صحبة الحاجّ المصري لقضاء الفرض، وكتب عنّي في مدّةٍ يسيرة المجلّد الأولَ من "الإصابة في تمييز الصحابة" وقرأه وعارض به معى وأتقنه، ونسخ أيضًا "تعجيل المنفعة في رجال الأئمة الأربعة"، وقرأه كله وأتقنه، وسمع عدّة أجزاء، وكتب عدة مجالس من الأمالي، وخطّه مليح، وفهمه جيّد، ومحاضراته تدلّ على كثرة استحضاره.

* * *

وفي يوم الثلاثاء خامس عشرين شوال حضر ناصر الدين بك بن خليل بن قَرَاجَابن ذلْغَادر، وجلس له السلطان في إيوان القصر الكبير جلوسًا عامًا، وأمر الأمراء الكبارَ بتلقيه، فتلقّوه ظاهر القاهرة، ودخلوا به من البلد إلى أن أطلعوه القلعة، فدخل ومعه أولاده، فخدم وخُلع عليه


(١) في ز: "حميدة".
(٢) انظر الضوء اللامع ٩/ ٣٠٥ فقد ترجم له السخاوي ترجمة مطولة. استغرقت من صفحة ١١٧ حتى ١٢٤.
(٣) في هـ وبخط ناسخ النسخة: "كتبت له تلخيص المستدرك للحاكم، وهو كاتب سر دمشق" مما يدل على أن الناسخ كان يعيش في هذه الفترة التي تولى فيها الخيضري كتابة السر بالشام.