وأفاد، وناب في الحكم وتصدر وكان قليل الشر كثير السكون والكلام فاضلاً، أظنه قارب السبعين - بتقديم السين؛ مات في يوم الخميس سادس عشر رجب.
عبد الله بن محمد جمال الدين البرلسي، اشتغل قليلاً وكان يتعانى بزي الصوفية ويصحب الفقراء ثم دخل مع الفقهاء، وناب في الحكم قليلاً في بعض البلاد -، ثم منع من ذلك لكائنة جرت له لأن الشافعي لما منعه ناب عند الحنفي، فعين عليه قضية تتعلق بكنيسة اليهود، فحكم فيها بحكم يلزم نقض حكم سابق على حكمه من قاضي القضاة علاء الدين بن المغلي الحنبلي، فأنكر عليه وقوبل على ذلك وصرف عن نيابة الحكم واستمر إلى أن مات في رجب، وأظنه مات في عشر التسعين - بتقديم المثناة.
عبد الله بن محمد جمال الدين ابن الدماميني المخزومي - الإسكندراني قاضي الإسكندرية، وليها أكثر من ثلاثين سنة، وكان قليل البضاعة في العلم لكنه كثير البذل ضخم الرياسة، سخي النفس، أفنى مالاً كثيراً في قيام صورته في المنصب ودفع من يعارضه فيه وركبه الدين، ثم تحصل له إرث أو أمر من الأمور التي يحصل تحت يده بها مال من أي جهة كانت ساغت أم لم تسغ فيوشك أن يبذرها في ذلك، وآخر ما اتفق له أن المعروف بسرور المغرب قام في عزله إلى أن عزل بشمس الدين ابن عامر أحد نواب الحكم من القاضي شمس الدين البساطي، وامتنع القاضي بدر الدين بن - التنسي من استنابته فحسن الشيخ سرور للسلطان تولية ابن عامر فولاه، فدخل إلى الإسكندرية وباشر القضاء بها، وخرج جمال الدين قبله فقدم القاهرة وهو موعوك فتوسل بكل وسيلة إلى أن أعيد إلى منصبه، وصرف ابن عامر فاستمر خاملاً، وأداروا الحيلة في إفساد