للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٣ - محمد بن يحيى بن عليّ بن محمد بن أبي زكريا المقرئ، الشيخ شمس الدين الصالحي بصالحية مصر بالشرقية (١)، هكذا كنتُ أظنّ، ثم ذكر لي أخوه شهاب الدين أحمد أنهم ينسبون إلى قرية يقال لها منية أم صالح بناحية مليج من الغربية، وإلى حارة الصالحية بالبرقية داخل القاهرة.

وُلد قبل الستين، وعنى بالقراءات فأتقن السّبع على جماعة، وذكر لى أنه رَحَل إلى دمشق وقرأ على ابن اللبّان، وطعن في ذلك بأنّ سنه تصغر عن ذلك كما تقدم في تقييد وفاة ابن اللبان، واشتغل بالفقه، وتولى تدريس الفقه بالظاهرية البرقوقية عوضًا عن الشيخ أوحد، بحكم نزوله عنه بمبلغ كبير من الذهب، وكان اتصل بالأمير قطلو بغا الكَرَكي، وقرره إمامًا بالقصر، واشتهر في ذلك مدّةً، وناب بجاهه في الحكم أحيانًا، وأمَّ بقطلوبغا المذكور، ثم ولى مشيخة القراءات بالمدرسة المؤيدية لما فتحت، وما علمته تزوج، وكان مولعًا بالمطالب، ينفق ما يتحصل له فيها مع التقتير على نفسه. وكف بصره في آخر عمره واختل ذهنه، عفا الله عنه.

واستقر في تدريس الظاهرية [مكانه] شهاب الدين أحمد الكوراني بعناية كاتب السرّ، وعمل له إجلاسًا حضرناه، وخُلع عليه جُبُّة مستحسنة وكان الميت نزل لأخيه شهاب الدين عن وظائفه، وأمضى ذلك النّظّار، وباشرها في حياته، ثم نوزع في المؤيّدية، وعُقِد له مجلس بسبب أنّ شرط الواقف إذا وقع نزول أن لا يقرّر النازل ولا المنزول له.

١٤ - محمد الدجوى، ناصر الدين الموقّع، ناب في الحكم قليلًا ووقّع عند بعض الأمراء في شهر رجب، وأظنه بلغ الخمسين.

* * *


(١) هناك أكثر من "صالحية" بمصر ولكل منها تاريخها الذي تعرف به. وأشهرها تابعة لمركز فاقوس بمحافظة الشرقية من دلتا مصر وهى من إنشاء الملك الصالح أيوب سنة ٦٤٤ وقد ورد ذكرها في خطط المقريزي بأنها "منزلة للعساكر عند ذهابهم للشام وعند عودتهم منه" وانظر محمد رمزي: القاموس الجغرافي، ج ١، ص ١١٢. أما منية أم صالح فبمركز شبين الكوم وقد أصبحت تسمى الآن باسم "ميت أم صالح"، كما أنها مذكورة في حجج الأوقاف بأم صالح فقط. انظر القاموس الجغرافي ق، ٢،، ص ١٩٤.