للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القراءات فأتقن السّبع، وصاهر الشيخَ شمسَ الدين بنَ الصّائغ على ابنته، وهي خالةُ الشيخ تقى الدين المقريزي.

ذكر لنا الشيخ تقيّ الدين أنه كان شابًا وبدر الدين هذا رجلًا، وتعلم الوزن بالقبّان فاستمرّ.

وكان خبيرًا كثير التأنّي، وكان يؤمّ بنا في رمضان بالمنكوتمرية (١) وكان إمام التراويح بالمدرسة المذكورة.

١٠ - عبد الله (٢) بن سعد الدين بن التاج موسى القبطي أمين الدين، كان أبوه وَلى نظر الخاصّ في أيام الملك الظاهر برقوق مدة وباشرها، وباشر هذا في غيبته الوظيفية، وكان شابًا جميل الصورة وتولّع بالأدب، ثم امتُحِن في أيام جمال الدين الأستادار فسلك طريق المجون، وصار ينادم الأكابر من الأمراء والمباشرين، وحصّل بسبب ذلك أموالًا، وكثرت مرتّباته وجهاته، وصار يُكثر الحجّ، ثم حصل له في رِجْلَيْه بلغم إلى أن أقْعِد فصار يُحمل على الأيدى، وكان يُتَّهمَ بمحبّة العبيد السّود، وله في ذلك ماجريات وسخف كثير.

وكان طلق الوجْه كثير البشاشة والنّوادر. مات في الثاني (٣) من جمادى الآخرة وعاش بضعًا (٤) وستين سنة.

١١ - عبد الرحمن بن حسن بن سويد المصري، وجيه الدين بن بدر الدين، أحُد نوّاب الحكم المالكيّة، وكان أبوه زَوّجه بنت (٥) القاضي فخر الدين القاياتي وهو صغير، وتزوج أبوه أختها، ثم مات القاضي [القاياتي] فاحتاط أبوه [حسنٍ بن سويد] على تركتِه


(١) إلى هنا تنتهى هذه الترجمة في "هـ" أما المدرسة المنكوتمرية فتنسب إلى بانيها الأمير سيف الدين منكوتمر الحسامي نائب السلطنة بديار مصر سنة ٦٩٨ وكانت تقع في حارة بهاء الدين بالقاهرة. (انظر عن هذه الحارة الخطط للمقريزى ٢/ ٢٨٨ - ٢٩٠) وجعل في المدرسة درسين للمالكية والحنفية، كما جعل لها وقفًا ببلاد الشام. انظر عنها وعن صاحبها الخطط ٣/ ٣٥٥ - ٣٥٧.
(٢) في هامش هـ بخط البقاعي: "هو عبد الله بن أبي الفرج بن التاج موسى بن السعد إبراهيم، هكذا أملاني هو "وهو الإسم الذي أورده به أيضًا البقاعي في عنوان الزمان برقم ٣٩٠، والسخاوي في الضوء اللامع ٥/ ١٥٥.
(٣) ذكر السخاوي (نفس المرجع والجزء والترجمة) أنه مات يوم السادس من جمادى الآخرة ولم ينص البقاعي في عنوان الزمان على تاريخ وفاته رغم أنه كتب له ترجمة أطال فيها.
(٤) ورد في هامش هـ التعليقان التاليان أولهما: "ذكر لى هو أن مولده سنة سبع وسبعين" أما التعليق الثاني فهو "ومن ذلك" (أي من نوادره) أن الشهاب الحجازي حدثني قال: لقيته في باب القنطرة وقد حدثت هناك زحمة منها حمل ساس وهو القش الذي يخرج من الكتان بسبب التبن وهناك رجل يسمى "سيسا" قال الشهاب فقلت له: عجيب سيس وساس فقال: اسكت يا كلب أو نحو هذا يعنى أنه عرف أنه يقول بعد ذلك و "سوس" "يعنيه".
(٥) وهي فاطمة بنت القاياتي.