للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بعض الشهود، فاختلف كلامُ من حَضَر من الشّهود، فتغيظ وبطش بنائب (١) الحكم وأمر بسجنه وعَزْلِ القاضي (٢) الكبير، ثم أعيد القاضي في يومه وأمِر بالإفراج عن النائب (٣)، فحصل لي ضيق (٤) فالتزمتُ أن لا أستنيب إلّا عشرةً ولا أعيد أحدًا من غيرهم إلّا بإذن مشافهة من السلطان، وذلك في يوم الخميس سلخ الشهر، وأوضحتُ للسلطان عُذْرَ النّائب فيما أثبَته، فأظهر القبول بحضرة قاضي القضاة الحنفي والشيخ شمس الدين الونائي، وأخبراه بأنّه لم يخطئ في الحكم، ومع ذلك بقي عنده من ذلك بقايا.

ثم حصل اجتماع آخر وتأكّدَ قبول العذر، ثم حضر عنده النّائب ورضى عليه، وكساه فرجية، وأذن في عَوْده لنيابة الحكم.

* * *

وفي التاسع عشر منه كُسر الخليج في يوم الثلاثاء ونودي فيه بزيادة عشرين إصبعا، ثم نودِيَ في صبيحة الأربعاء بتكملَة سبعة عشر ذراعًا، ولم يُعهَد قطّ أنه نودي يوم الوفاء بزيادة عشرين إصبعا، منها إصبعان تكملة الوفاء، وثمانية عشر زيادة أول يوم فيه.

* * *

وفي رابع عشري شهر ربيع الآخر وصل الغزاة إلى ساحل رودس فتحصّن أهلها في قلعتهم فوجدوها (٥) في غاية الحصانة، فوصل كتاب صاحبنا برهان الدين البقاعي مؤرخا بالسابع من جمادى الأولى فيه شَرحٌ قصَّتهم في الذهاب إلى أن حاصروا القلعة، وقد ضَمَمْتُه (٦) إلى هذا التعليق كما فعلت في غزاة قشْتيل.

ثم وصل كتاب الشريف الكردي مؤرّخا بالتاسع من جمادى الأولى، وفيه أنه أصيب من المسلمين خلق كثير ممّا رماهم [به] الفرنج من أعلا الحصن، وما كُسر من المراكب، وأن أكثرهم حصل له الفشل والخور بسبب مَن أصيب منهم، وأنهم في ضيق، فجهّز السلطان إليهم مددًا. وقد فُتِحَت رودس في خلافة معاوية على يد عبادة بن أمية، وأمر معاوية جماعةً


(١) في هـ بخط البقاعي: "وهو محب الدين أبو البركات الهيثمي".
(٢) المقصود بذلك ابن حجر نفسه.
(٣) في هـ "الناس".
(٤) في هـ "حنق".
(٥) المقصود بذلك أن الغزاة وجدوا القلعة شديدة الحصانة.
(٦) علق البقاعي على ذلك بقوله: "لم أجد ذلك".