للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من المسلمين بالإقامة فيها، فأقاموا فيها إلى أن ولى يزيد الخلافة فأذن لهم في القفول خشيةً عليهم ففعلوا وتركوها، ثم كانت تُغْزَى بعد ذلك.

وبعد تَوجّه المدد وَصَل الخبر برجوع العسكر كلّه بسبب تخاذلهم، وأصيب … ... … (١) بالرمي عليهم ثم … ... … ... … .. (٢) التركماني ومعه طائفة وخشي من هجوم الشتاء، فاتّفق أكثرهم على الرجوع فلم يسعه إلّا موافقتهم، فتوجهوا ووصلوا أرْسالا، فكان آخر من وصل كبيرهم وهو الدويدار الكبير إينال العلائي، فوصل في آخر جمادى الآخرة منها.

* * *

وفي أوائل رجب سافر الحاجّ الرجبي وصحبتهم صاحبنا الشيخ برهان الدين السوبيني (٣) قاضيا على مكة.

وفي سابع ذي القعدة أمر أمير مكة أبو القاسم بن حسن بن عجلان القاضي جلالَ الدين أبا السعادات أن يخرج من مكة، فَتَوجّه إلى جدّة فأقام بها، إلى أن تكلّم التاجرُ بدر الدين حسن بن الطاهر مع الشريف في أمره فأذِن له في الرجوع، فلم ينشب أن قدم أمير الركب تَمُرْبَاي وصحبته مرسوم سلطاني بأنّ أبا السعادات لا يقيم بمكة بل يخرج إلى المدينة الشريفة فيقيم بها، فتجهّز مع الركب الأوّل.

* * *

وتراءى الناس الهلال ليلة الخميس (٤) فلم يتحدَّث أحد برؤيته، فوقفوا يوم الجمعة وكان الجمع كثيرًا جدًا، وأمطرت السماء ذلك اليوم - من وقت زوال الشمس إلى أن غربت - مطرا غزيرًا جدًا، وتوالى بحيث ابتلّت أمتعتهم حتى أشرف - من لا خيمة له - على الهلاك، وتضاعف الرعد والبرق (٥)، ويقال كانت هناك صواعق أهلكَتْ رجلَين وامرأةً وبعيرين، قرأت ذلك بخطّ القاضي نور الدّين علي بن قاضى المسلمين الخطيب أبي اليمن النويري.


(١) فراغ في الأصول بقدر ثلاث كلمات أو أربع، ولذلك علق البقاعي بقوله: "لعله الأمير إينال العلائي أو غيره".
(٢) فراغ في الأصول، ولذلك كتب البقاعي: "لعله: فر إلى رودس".
(٣) هو إبراهيم بن عمر بن إبراهيم السوبيني، المولود بقرية سوبين قرب حماة وقد ولى قضاء مكة ثم قضاء حلب فقضاء الشام الشافعي، ومات سنة ٨٥٨. راجع الضوء اللامع ج ١ ص ١٠٠ - ١٠١.
(٤) في هـ بخط البقاعي: "لعله الأربعاء".
(٥) في ز "البرد" وكلاهما صحيح وجائز.