للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢ - أحمد محمد بن أحمد، المحلّى الأصل ثم القاهرى، شهاب الدين المعروف بابن الشيخة (١)، شاهد القيمة، مات في يوم الأحد ثانى عشرين صفر، وهو من أبناء السّتين أويزيد عليها، وكان غاية (٢) فى إبطال الأوقاف وتصييرها ملكا بضروب من الحيل، وله في ذلك مهارة شهر بها، ومهر فى ذلك بحيث فاق أهل عصره في ذلك، مع أنه كان يتمذهب بمالك، وكانت له مروءة وعصبيّة ومداراة، ولكنه كان تقدّم فى صناعته على أمرٍ عظيم، وحصل له رواج عظيم في دولة الملك الأشرف، وشهد فى القيمة أزيد من ثلاثين سنة، وهى وظيفة والده من قبله.

مات بذات الجنب، وأمْرُه مشهور، وأمره إلى الله . وقد ولى وكالة بيت المال في أول دولة الملك العزيز، ثم أخرجَت عنه في أوّل دولة الملك الظّاهر.

٣ - عبد الرازق (٣) بن عثمان الترجمان التاجر الاسكندرانى، جمال الدين، مات في رمضان، وكان قدم من الإسكندرية وهو موعوك فمرض مدّة ثم نصل ودخل الحمّام ثم انتكس ومات. وكان من العارفين بأمور المتجر، ومات له ابن اسمه محمد، وصاهر في بيت ابن الأشقر.

٤ - فاطمة بنت القاضي كريم الدين عبد الكريم بن أحمد بن عبد العزيز، إحدى الأخوات الخمس، مات أبوهن في ربيع الأول سنة سبع وثمانمائة، وخلّف خديجة وشقيقتها آمنة وشقيقتهما فاطمة، وفرج من غير أمهن، وأنس (٤) أصغرهن، وهي والدة أولاد مسطّرها.

فأوّل من مات منهّن فاطمة، وهي أصغر أولاد أمها، ماتت في الثالث والعشرين من جمادى الآخرة، وقد أكْملَتْ سبعين سنة.


(١) "ابن النسخة " في الضوء اللامع ٢/ ٣٨٤.
(٢) كره ابن حجر في ابن الشيخة اتجاهه لإبطال الأوقاف حتى إنه رفض قبول نائب له أيام أن كان صاحب الترجمة صاحب سطوة بفضل جمال الدين الاستادار.
(٣) في هـ " عبد الرحمن بن عثمان الترجمان "، على أنه مذكور في الضوء اللامع ٤/ ٤٨٩ باسم " عبد الرزاق"،
(٤) فيما يتعلق بهؤلاء الاخوات نقول إن خديجة كانت أول أولاد أبيها ولادة، وكانت وفاتها سنة ٨٥٣، اما آمنة فكانت سمراء تشبه الإماء وماتت سنة ٨٥٦، وقد دفنت هي واختها بالصوفية، وأما فاطمة فكانت قد تزوجت بالبدر بن عبد العزيز، ولكنه مات قبلها بمدة، حيث وافتها منيتها سنة ٨٤٩ بعد أن بلغت من العمر تسعين سنة، وكانت كثيرة الأسقام، ودفنت بالتربة البيبرسية، وهي صاحبة الترجمة اعلاه.
وأما فرج فتعرف بالأصيلة أم محمد القشتمرية، وقد ماتت سنة ٨٦٣، ودفنت بالتبانة، واما انس فزوجة ابن حجر العسقلاني وقد ولدت سنة ٧٨٠، واهتم زوجها صاحب الإنباء بان يسمعها الحديث فاسمعها المسلسل من شيخه العراقي، كما اسمعها الشرف بن الكويك وحدثت بحضوره وماتت سنة ٨٦٧. انظر ذلك كله فى الضوء اللامع ١٢/ ١٥٩، ١٦٠، ٥٩٢، ٥٩٣، ٦٥٥.