للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان انتزعه البلقيني لما استقر ابن أَبي البقاء في القضاءَ، ثم إن ابن جماعة اصطلح مع البلقيني وعوّضه نظر وقف السيفى ووقف المدرسة الطقجية، فكانت ولاية ابن أَبي البقاء هذه الأُولى: سنةً وأربعة أشهر.

وقرأْتُ بخط. الزبيرى أَن العظمة المذكورة لابن جماعة كانت من جهة بركة، فلما تلاشي أَمره لم يتفق لابن جماعة مثل هذه الصورة التي كانت في أَيام الأَشرف بعناية ابن أقبغا آص.

وفيها أَمر بركة بمسك الكلاب ونفيها (١) إلى الجيزة، وقرّر على كل أَميرٍ وكلِّ صاحبِ دكانٍ منهم شيئًا.

وفيها قيس الميدان وجُعل على كل أَميرٍ فدانٌ، فأَحضر كل أَمير رجالًا من عنده فعَزقوه وأَصلحوه (٢).

وفي صفر (٣) قُبض على مثقال الجمالي الزمامي الأَشرفي، وسئل عن ذخائر (٤) الأَشرف بعد أَن عُرض على العقوبة، فدلّ على ذخيرةٍ وجدوا فيها ثلاثين أَلف دينار، ثم هُدِّد فأَقرّ بأُخرى فيها نصف الأُولى.

وفيها أَحْضر (٥) مثقال المذكور برنية فصوص من جملتها فص عين هرٍّ زنته ستة عشر درهما، ثم ضُرِب وسُعِّط مرارًا فلم يقر بشئ، ثم وجدت ورقة (٦) بخط الأَشرف فيها فهرست ذخائره فاعتبرت، فتحققوا أَنه ما بقى عند مثقال شي، فأُطلق.

وفي ربيع الآخر أَمر بركة بتسمير جماعة من قطّاع الطريق فسُمّروا، وكانوا نحو الستة عشر نفسًا.

وفيها شاع بين العامة أَن بركة يريد أَن يركب عليهم فتحدثوا في ذلك، فأَمر بركة والىَ


(١) في ظ، ك، ل، هـ "نفيهم".
(٢) يستفاد من السلوك، ورقة ١١٩ ب، أن السبب في ذلك أنه كان قد هجر منذ زوال الدولة الأشرفية "حتى توحش فعادت إليه نضارته".
(٣) في هامش ز: "تقدم في السنة الماضية فينظر في أيها كانت ........ " ثم كلمتان غير مقروءتين ومثلها تقريبا في هـ، وفى هامش هـ "إنما تقدم أنه قبض عليه وصودر فليس بينهما منافاة لاحتمال أن يكون أمسك مرة أخرى".
(٤) فى ز "ذخائر أم الأشرف".
(٥) عبارة "أحضر مثقال المذكور" غير واردة في ز.
(٦) وجدت هذه الورقة في بيت مربيته، انظر في ذلك النجوم الزاهرة، (ط. بوبر) ٥/ ٣١٥.