لبهادر الأعسر المعروف بالشاطر الزردكاش فصادره وعذبه بأنواع العذاب إلى أن مات تحت الضرب، فقال فيه ابن العطار:
الملكي مات واستراحت ... من نجس أغلف الوزارة.
وقالت الميضه أبعدوه ... من أين ذا الكلب والطهارة.
وأضيفت الوزارة لشمس الدين المقسي مع نظر الخاص، وقال فيه أيضاً وكان موته اتفق يوم النيروز:
قضى الملكي في النيروز نحباً ... وراح مصادراً ومضى وسارا.
وعم المسلمين به سرور ... وتم بموته عيد النصارى.
وفي جمادى الآخرة اتفق بدمشق شيء غريب وهو وقوع المطر الغزير برعد وبرق في خامس عشرين أيلول، وسقط برد كبار مثل البندق، وكثر جداً حتى صارت الأرض بيضاء، وكثر الوحل، وجرى الماء في الشوارع، كل ذلك في سنة واحدة ولم يعهد مثل ذلك قبلها.
وفيها نودي أن لا يلعب أحد الناروز، فلعبت جماعة فأمسك منهم أربعة من العامة فضربوا بالمقارع وجرسوا.
وفي يوم الثلاثاء ثامن ذي الحجة وصل أنس بن عبد الله العثماني والد برقوق إلى القاهرة، فخرج ولده والعسكر لملتقاه فالتقاه بعكرشة ووصل صحبته قاضي حلب كمال الدين المعري وقاضي دمشق ولي الدين بن أبي البقاء، ونزل في ذلك بالخانقاه ومد له ولده سماطاً عظيماً وأقعده في صدره، وقعد عن يمينه أيدمر الشمسي وعن يساره آقتمر عبد الغني وقعد برقوق دون أيدمر، وكان أنس أعجمياً لا يعرف بالعربي ولا بالتركي حرفاً، ثم ركب معه إلى القاهرة وأعطاه تقدمة ألف.