وفي ربيع الآخر أحدث السلام على النبي صلى الله عليه وسلم تسليماً عقب أذان العشاء ليلة الاثنين مضافاً إلى ليلة الجمعة بدمشق، ثم أحدث بعد عشر سنين عقب كل صلاة إلا المغرب، وسيأتي في مكانه. وفيه أمر بكتابة محضر بسيرة قاضي الحنفية بدمشق، وسار به البريد إلى دمشق فكتبوه، وكان القاضي بمصر يسعى بالمال إلى أن عاد على وظيفته.
وفيها استولى على بلاد الدشت طقتمش خان الجنكزي وقتل خاني، وكان أقام في مملكتها عشرين سنة.
وفي ذي الحجة منها غلت الأسعار بدمشق وتأخر المطر فاستسقوا بعد صيام ثلاثة أيام فسقوا، ووجد شخص بعد النداء مفطراً فعزر.
وفيها أمسك على امرأة تزوجت برجلين شرطت لأحدهما الليل وللآخر النهار بحيلة احتالت بها عليهما، فاطلع عليها فجرست.
وفيها استقر صدر الدين بن منصور في قضاء الحنفية عوضاً عن أخيه شرف الدين، وكان لما مات عرض برقوق القضاء على الشيخ جلال الدين التباني فامتنع، فألح عليه، فأصر وأحضر معه مصحفاً وكتاب الشفاء، وتوسل بهما إليه أن يعفيه من ولاية القضاء فأعفاه واستشاره فيمن يصلح، فعين له ابن جماعة صدر الدين، فأرسل إليه فتشاغل بدمشق بمرض أخيه شرف الدين إلى أن مات في شعبان، فتوجه بعده إلى القاهرة فوصلها في رمضان فولاه في ثامن رمضان.
وفي نصف رمضان أمر أن يخفف من نواب القضاة، وأن يكون لكل قاض أربعة نواب، إلا الحنبلي فلا يزيد على اثنين، فاستقر برهان الدين بن جماعة بأربعة الصدر بن المناوي وابن رزين وجمال الدين الخطيب الأسناوي، والثلاثة بالقاهرة، وفخر الدين القاياتي بمصر، واستقر الحنفي بجمال الدين المحتسب، ومجد الدين إسماعيل البلبيسي، وشمس الدين الطرابلسي، وشهاب الدين الشنشي الأطروشي، واستقر المالكي ببهرام، والشهاب الدفري، وعبيد البشكالسي الثلاثة بالقاهرة، وبجمال الدين التنيسي بمصر،