وفيها ابتدأ الوباء بالإسكندرية في شوال واستمر إلى آخر السنة، ويقال: إنه كان يموت بها كل يوم مائة وخمسون نفساً.
وفيها أبطل برقوق ضمان المغاني بحماة والكرك والشوبك ومنية بن خصيب وزفتا، وأبطل ضمان الملح بعينتاب وضمان الدقيق بالبيرة وضمان القمح بدمياط وفارسكور، وأبطل المقرر على أهل البرلس وبلطيم، وأمر بعمارة جسر الشريعة بطريق الشام، وجاء طوله مائة وعشرين ذراعاً، وانتفع الناس به.
وفي الثالث من ذي الحجة أفرد للذخيرة والمتجر وخاص الخاص المستأجرات والأملاك ناظراً، وهو أول من أفرد بذلك.
وفيها مات بيرم خجا صاحب الموصل، واستقر بعده أخوه مراد خجا.
وفيها في رمضان ارتد نصراني كان أسلم وتزوج مسلمة وأولدها، فرفع للقاضي فأنكر، فقامت عليه البينة عند بعض نواب المالكي، فحكم بإسلامه فسجن، فعسى عند مستنسبه فأنكر عليه حكمه وقال: ما أذنت له في الحكم بذلك إلا بعد المشاورة، وأطلق المذكور من السجن، فعزل النائب نفسه، وذلك كله بدمشق، فبلغ السلطان فرسم بعقد مجلس، فحضر النائب وادعى على مستنيبه أنه عزره بالشتم وقال له: يا يهودي! فأنكر فأقام البينة وهي الياسوفي والقرشي عند القاضي شهاب الدين الزهري، فاعتذر بأن للقاضي أن يعزر بالشتم، فثبت ذلك عند الزهري وهو نائب ولي الدين الشافعي في غيبته، وكان ولي الدين يومئذ بالقاهرة، طلب هو وكمال الدين المعري الذي كان قاضياً قبله ثم ولي قضاء حلب ثم سعى في قضاء الشام فطلبا معاً، فلما كان في ثامن عشر الشهر جيء بالنصراني وعقد المجلس ثانياً، فبادر ثانياً إلى الإسلام، فحكم الحنبلي بصحة إسلامه وحقن دمه،