للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أُتيح لي أثناءَ دراستي بالخارج أن أُقارن محتويات نسخة ظ بكثيرٍ من نسخ المخطوطة في رومة (مكتبة الفاتيكان) والمتحف البريطاني بلندن والمكتبة الأهلية بباريس وأرانى مدينا بالفضل الكبير لأصدقائي في هذه الدور وللعاملين بها فقد يسّروا لي سبل الاطلاع على ما أريد، ولم يبخلوا عليّ بما أردت وفوق ما كنتُ أريد دون مَنٍّ ولا ضجر. كذلك أشكر أعضاءَ لجنة إحياء التراث الإسلامي بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية فتمد رأوا أن يكون "الإنباء" من بين ما تقوم اللجنة بنشره.

ولقد نسخْتُ نسخة ظ، ثم قارنتها بالنسخ الأخرى التي هَيَّأَ لي الوقت توفّرها في مصر أو الخارج وجعلت التقدمة في النشر لما كتبه ابن حجر بخط يده إلا حيث اختلف الرسم فيوضع الصحيح مع الإشارة في الهامش إلى ما بين النسخ من اختلاف، وضبطت الأعلام بقدر ما وسعنى الجهد، كما رجعت في المادة التاريخية التي تضمنتها أخبار "الإنباء"، إلى حوليات ذلك العصر من مشاهدى العيان لهذه الحقبة ممن لا زالت كتب معظمهم رهن الخطيات في دور الكتب في القاهرة والاسكندرية ولندن وكمبردج وأكسفورد وباريس ورومة والفاتيكان وليدن وتركيا وكذلك أفلام قسم المخطوطات بالجامعة العربية كما رجعتُ أيضا إلى الأبحاث الحديثة التي وضعها بعض المستشرقين والمؤرخين من الكاتبين بالعربية أو الإنجليزية أو الفرنسية وأشرت إلى ذلك كله في الحواشي في موضعه الخاص به.

أما الأعلام الذين ورد ذكرهم في ثنايا "إنباء الغمر" من الفقهاء والعلماء والمحدّثين والرواة ورجال السياسة والدين والعامة فقد رجعتُ إلى تراجمهم في الكتب المطبوعة والخطيّات، متجنّبا الإطالة ومكتفيا بإحالة القارئ إلى تلك المظان - إلّا حيث يتطلب النص شرحًا وإيضاحا، والعَلَمُ تحقيقا - واتبَعْتُ ذلك الطريق حتى لا تتخم الحواشي وتطغى على المتن، وسيجد القارئ في نهاية هذا الجزء - وهو أول أجزاء تكمل بها الإنباء مطبوعة - ثبتًا بالمصادر والمراجع التي استشرتها في إخراج هذه النسخة أما الفهارس التفصيلية لأسماء الأعلام والأماكن والوظائف والكتب الواردة فقد أرجأتها إلى نهاية الجزءِ الثالث هذا من التقسيم للإنباء.

وبعد فأرجو أن أكون قد وفِّقتُ في إخراج هذه النسخة، وما التوفيق إلا من الله، عليه توكلت وإليه أنيب.

القاهرة في أول يناير ١٩٦٩

حسن حبشي

<<  <  ج: ص:  >  >>