للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في غاية الإجادة. واشتهرت مرثيته فى الشيخ تقي الدين السبكي، وبالغ الصفدي في تقريظه بسببها، وطارحه بأَبيات طائبة أَحاد القيراطى فيها غاية الإجادة، وله في محب الدين ناظر الجيش وفي تاج الدين السبكى غرر المدائح، ورسالته التي كتبها للشيخ جمال الدين بن نباتة في غاية الحسن والطول. وكان مع تعانيه النظم والنثر عابدًا فاضلًا، درّس بالفارسية، وكان مشهورًا بالوسوسة في الطهارة.

وقد حدث عن ابن شاهد الجيش "بالصحيح"، وعن ابن الملوك وأَحمد بن على بن أَيوب المتولى والحسن بن السديد الإربلى وشمس الدين بن الدراج، وحدّث عنه من نظمه القاضي عز الدين بن جماعة والقاضي تقى الدين بن رافع وغيرهما ممن مات قبله، وسمع منه جماعة من شيوخنا، وله في أَبي مدائحُ حسنة ومطارحات.

مات بمكة مجاورًا في ربيع الآخر (١) وله خمس وخمسون سنة إلّا أشهرًا.

٢ - إبراهيم بن عبد الله التروجي، كان دينا عابدًا محبا في الأَمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان يكثر من ذلك فيؤذَى فلا يرجع، وكان دمث الأَخلاق، وهو الذي قام على الفارق (٢) وكفّره وادعى عليه. مات في ربيع الأَول

٣ - إبراهيم بن محمد بن المجد البعلى برهان الدين، كان قاضي بعلبك ثم انفصل، ثم طلبه النائب طلّبا مزعجا فتخيل ودخل إلى مغارة في بيته هاربًا وأطبقها عليه فمات من ضيق النفس، وكان معه مملوك له فبادر إلى الخروج فعاش، وذلك في رمضان.

٤ - أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عسكر البغدادي، الشيخ شرف الدين المالكي نزيل القاهرة، كان فاضلًا، قدم دمشق فولِيَ قضاءَ المالكية بها ثم قدم القاهرة في دولة يلبغا فعظّمه وولّاه قضاء العسكر ونظرَ خزانةِ الخاص، وقد ولى قضاءَ دمياط مدة، وحدث عن أَبيه وابن الطبال وغيرهما، ولم يكن بيده وظيفة إلّا نظر الخزانة فانتزعها منه علاء الدين بن عرب محتسب القاهرة، فتأَلَم من ذلك ولزم منزله إلى أَن كفّ بصرُه، فكان جماعةٌ من تجار بغداد يقومون بأَمره إلى أَن مات في سادس عشرى (٣) شعبان وله أَربع وثمانون سنة


(١) هكذا في ابن شهبة: الاعلام، ورقة ٢٥٨ ب، والمنهل الصافى ١/ ٧١، غير أن أبا المحاسن يعود فيقرر في النجوم الزاهرة ١١/ ١٩٦ - ١٩٧، (ط. بوبر) ٥/ ٣٣٩، أنه مات في ربيع الأول.
(٢) "القارعي" في ز؛ "الفارعي" في هـ.
(٣) "سادس عشر شعبان" في شذرات الذهب ٦/ ٢٧٠، وأيضًا في ز.