للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمد بن عمر بن محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن ذؤيب الدمشقي الأسدي، شمس الدين بن نجم الدين بن شرف الدين ابن قاضي شهبة، ولد سنة إحدى وتسعين وستمائة في ربيع الأول كذا وجد بخطه، وتفقه على عمه كمال الدين وبرهان الدين ابن الفركاح، وأخذ العربية عن الشيخ شرف الدين الفزاري، ولما مات عمه كمال الدين سنة ست وعشرين قعد مكانه للأشغال واستمر على ذلك أكثر من خمسين سنة على طريقة واحدة من إيثار الانجماع وعدم الالتفات إلى المناصب، يخدم نفسه ويشتري حاجته ويحملها، ثم ولي في آخر عمره تدريس الشامية البرانية بغير سؤال، وذلك في ذي الحجة سنة ٧٧٧، ثم تركها بعد سنة وثلاثة أشهر للشهاب الزهري وسمع من ابن الموازيني الأموال لأبي عبيد وغير ذلك، ومسع من ست الأهل بنت علوان وست الوزير وطائفة وناب في الحكم عن السبكي يسيراً وكان لا يتصدى لذلك. وكانوا يثنون عليه بالورع حتى أن الشيخ شرف الدين الغزي ذكر أنه لما اجتمع بالشيخ جمال الدين الأسنوي سأله عن شيوخ دمشق فوصف له ابن قاضي شهبة فقال: هذا مثل الشيخ مجد الدين الزنكلوني عندنا، وكان أقعد الشاميين في الفقه وأقدمهم هجرة حتى كان أكثر الفضلاء بها من تلامذته وتلامذة تلامذته، فمن الطبقة الأولى ممن جضر دروسه ابن خطيب يبرود والعماد بن كثير والشهاب الأذرعي، وكتب الأذرعي بخطه على ظهر مجلد من شرح التوسط لابن الأستاذ هذه المجلدة لسيدي وشيخي شمس الدين ابن قاضي شهبة، وقد حدث، فسمع منه العراقي والهيثمي وابن رجب والياسوفي وابن ظهيرة وابن حجى والبرهان الحلبي وآخرون، مات في ثامن المحرم وقد أكمل تسعين سنة ودخل في عشر المائة، أعاد في حلقة ابن الفركاح، وقرأ الجرجانية على الفزاري، وأول ما جلس للأشغال بعد موت عمه مستقلاً سنة ست وعشرين، وممن جلس عنده ابن خطيب يبرود وابن كثير، وكان اشتهر بمعرفة التنبيه وشروحه وحسن تقريره، وكذا

<<  <  ج: ص:  >  >>