للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الظفر فيها لعسكر بركة، حتّى حصن برقوق مدرسة حسن ودارَ الضيافة وصهريج منجك بالفرسان، ثم عزل بهاءَ الدينِ الطبردار والىَ القاهرة وأَعاد ابن الكوراني، فبالغ في حفظ القاهرة وفتح حوانيت أَصحاب السلاح فأَخذ ما فيها فأَمدّ به البرقوقية، ومَنع مَن يخرج إلى أَصحاب بركة بمأكولٍ أو مشروبٍ أَو سلاح. وتقدم شهاب الدين بن يغمر في أَصحاب بركة فأَظهر شجاعةً عظيمة وإقدامًا وجرأة إلى أَن كسروا أَصحاب برقوق عشرين كسرة: ثم كانت آخر وقعة جرت بينهم عند العروسين (١).

وفى أَثناء ذلك أَرسل برقوقُ سودون الشيخونى إلى برَكة بخلعةٍ بنيابةِ الشام، فغضب منه وقال: "لولا أَنك رجل جيد شيخ لقتلتك. لكن متى عدتَ ضربتُ عنقك".

ثم استعان برقوق بالزعر فرموا أَصحاب بركة بالحجارة، ولولا إعانةُ العامةِ البرقوقيةَ برى الحجارة على أَصحاب بركة لأَخذوا القلعة. لكنهم استظهروا على بركة ومَن معه بالزعر ففعلوا فيهم الأَفاعيل من الرجم.

فلما كان الأربعاء ثاني عشر شهر ربيع الأَول حطَّ. بركة بمن معه على أَيتمش وأَصحابه يوم فانهزموا إلى القلعة. فتقنطر به فرسه فركب غيره ورجع وانهزم أَصحابه. فرجع، فتسلّل (٢) أَكثر من معه. والتقى يلبغا الناصرى وأَيتمش. فانتصر أَيتمش ورجع يلبغا منهزمًا، فلما رآى ذلك بركةٌ توجه هو وآقبغا صيوان إلى جامع المقسى فاستخفى عند الشيخ محمد القدسي فنمّوا عليه فأُمسك في يومه: قُبض عليه يونس الدويدار وأُطلع به إلى القلعة فأُرسل ليلة الخميسر إلى الاسكندرية هو وأقتمر الدويداد وقرادمرداش.

وخُلع في يوم الخميس على أَيتمش واستقر رأس نوبة. وأَلطنبغا الجوباني أَميرَ مجلس، وجركس الخليلي أَميرَ آخور، وسُلم صيوان -وكان أُستادار بركة- وخضر -وكان رأس نوبة عنده -إلى سيف المقدم فأَهانهما بأَنواع العذاب. وعُزل جمال الدين المحتسب بعد مَسْك بركة، واستقر شمسُ الدين الدميرى محتسبا بالقاهرة، والشريف شرفُ الدين نقيبُ الأَشراف محتسبا بمصر، وأُفرج عن إينال اليوسفى وأُعطى نيابة طرابلس.


(١) راجع السلوك، (طبعة زيادة) ٢/ ٣٥٦.
(٢) "فقتل" في ز.