للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها قُبض على بيدمر نائب دمشق لأَنه كان من جهة بركة وفام (١) بدمشق في اليوم الذي قام فيه بركة فلم يتمَّ له أَمر. وكان برقوق قد أَرسل بريديا إلى الأُمراء بدمشق -ورأسهم حاجب الحجاب ناصر الدين محمد بك- بالقبض على بيدمر (٢) نائب الشام من غير كتاب، فحضر إليه الأُمراءُ بسبب ف ذلك فامتنع وظن ذلك من قبل الحاجب لتعصبه عليه وتمسك بعدم وصول كتابٍ بالقبض عليه: فاجتمع رأىُ الأُمراء على محاربته فاجتمعوا ووقفوا تحت القلعة، فخرج بيدمر في جماعته فاضطربوا (٣) فساعدته العامة، فأَمَر الحاجبُ مَن بالقلعة بالرمى عليهم فانهزموا. وقبض على بيدمر فقُيد وسجن بالقلعة ووصل الخبر بذلك مع سيفه في خمسة أَيام؛ ويقال إنه قتل بينهم في هذه الوقعة أَكثر من عشرين نفسا. ثم قَبض الحاجبُ ومَن معه على جماعةٍ اتَّهِمُوا بمواطأَة بيدمر. ثم أُطلقوا.

* * *

وقرر نائب طرابلس منكلي بغا الأَحمدى فى نيابة حلب إلى أَن مات في جمادى الآخرة، فنقل إينال اليوسفى من نيابة طرابلس إلى نيابة حلب، وقبض على جماعة بركة (٤) وعلى الأُمراء الذين قاموا معه (٥) مثل قطلوبك النظامى ويلبغا المنجكي وتمريغا الشمسى وقرابغا الأَبوبكرى وأمير حاج بن مغلطاي والشهاب أَحمد بن يغمر (٦) وغيرهم ووُجد البركة في المصطبة التي كان يقعد عليها -أَحيانا- سبعمائة أَلف دينار فيما قيل، ووُجد له عند جمال الدين محمود وديعة تزيد على عشرين أَلف دينار.

وفيها في صفر حضر شخص افرنجي عند بركة -قبل كائنته- فادَّعى على شخص بحقٍّ له في زعمه فلم يثبت عليه شيء فأَخرج الإفرنجى سكينا فضرَب بها الترجمان -واسمه عنان- فقتله. فأُمْسِك الإفرنجي وأُحْرِق.

وفي الحادى والعشرين من المحرم استقر تقى الدين أَبو بكر الآمدي (٧) الفقاعي وكيلَ


(١) عبارة "قام بدمشق … ... .... وكان برقوق" ساقطة من ز، هـ.
(٢) " بيدمر" ساقطة من ز، هـ.
(٣) "فاصطدموا" في ز، هـ.
(٤) "أيتمش" فى ز، أما فى هـ فهي "على جماعة وقبض على الأمراء".
(٥) "مع بركة" في ز، هـ.
(٦) "هيمر" في ز، و "همز" في هـ.
(٧) "الأموي" في ز.