للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٣١ - محمد (١) بن عمر بن محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن ذؤيب الدمشقى الأسدى شمس الدين بن نجم الدين بن شرف الدين بن قاضي شهبة، وُلد سنة إحدى وتسعين وستمائة في ربيع الأول، كذا وُجد بخطه، وتفقه على عمه الكمال وبرهان الدين بن الفركاح، وأخذ العربية عن الشيخ شرف الدين الفزاري؛ ولما مات عمه كمال الدين سنة ست وعشرين قعد مكانه للاشتغال، واستمر على ذلك أكثر من خمسين سنة على طريقة واحدة من إيثار الانجماع وعدم الالتفات إلى المناصب، يخدم نفسه ويشترى حاجته ويحملها، ثم ولى في آخر عمره تدريس الشامية البرانية، ثم تركها بعد سنة وثلاثة أشهر للشهاب الزهري، وسمع من ابن الموازيني "الأموال لأبي عبيدة" وغير ذلك. وسمع من ست الأهل (٢) بنت علوان وغيرها، وناب في الحكم عن السبكي يسيرًا وكان يتصدى لذلك، وكانوا يثنون عليه بالورع حتى إن الشيخ شرف الدين الغزِّى ذكر أنه لما اجتمع بالشيخ جمال الدين الإسنوى سأله عن شيوخ دمشق، فوصف له قاضي شهبة فقال: "هذا مثل الشيخ مجد الدين الزنكلوني عندنا"، وكان أقدر (٣) الشاميين في الفقه وأقدمهم هجرة حتى كان أكثرُ الفضلاء (٤) بها من تلامذته وتلامذة تلامذته.

فمن الطبقة الأولى ممن حضر دروسه ابن خطيب يبرود والعماد ابن كثير والشهاب الأذرعى، وكتب الأذرعى بخطه على ظهر مجلدة من شرح "الوسيط (٥) " لابن الأستاذ: "هذه المجلدة لشيخي وسيدي شمس الدين بن قاضي شهبة". وقد حدّث فسمع منه العراقي والهيثمي وابن رجب والياسوفى وابن ظهيرة وابن حجى والبرهان الحلبي وآخرون.

مات في ثامن المحرم وقد أكمل تسعين سنة ودخل في عشر المائة، [و] أعاد في حلقة ابن الفركاح، وقرأ "الجرجانية" على الفزاري.

وأول ما جلس للاشتغال بعد موت عمه مستقلا سنة ست وعشرين. وممن جلس عنده ابن خطيب يبرود وابن كثير، وكان اشتهر بمعرفة "التنبيه" وشرحه وحسن تقريره، وكذا


(١) أمام هذه الترجمة في ز "ابن قاضي شهبة".
(٢) ابن حجر: الدرر الكامنة ٢/ ١٧٧٨.
(٣) في ز "أقعد الشاميين عندنا في الفقه" وفي هـ "أقعد".
(٤) "القضاة" في ل.
(٥) "التوسط" في ز، هـ.