وفيها انكسر الجسر من جهة المنشية عند المريس فنزل الماء إلى البركة التي هناك، ففاضت على الميدان، فلم يركب السلطان تلك السنة إلا ميدانين خاصة.
وفيها حضر رسل صاحب إشبيلية من عند ملك الكيتلان يسألون السلطان الشفاعة في صاحب سيس، فأرسله إليهم مكرماً.
وفيها حضر رسول سيس ومعه كتاب يخبر فيه بأن الأرمن الذين هناك مات كبيرهم فأمروا عليهم زوجته فحكمت فيهم مدة ثم عزلت نفسها فاتفق رأيهم على أن يفوضوا أمرهم لصاحب مصر فيختار لهم من يوليه عليهم، فانتقى لهم برقوق واحداً من الأرمن الأسارى الذين يسكنون بالكوم ظاهر القاهرة ويبيعون الخمور، فأخذوه معهم فملكوه عليهم.
وفيها في ربيع الآخر ولي بدر الدين محمد بن أحمد بن مزهر كتابة السر بدمشق عوضاً عن فتح الدين بن الشهيد، وهرب ابن الشهيد بعد أن طلب، فأمسك ولده تاج الدين ورسم عليه، ثم ظهر لما ولي بيدمر فقرر عليه مال ورسم عليه بالعذراوية ثم بالدماغية، ثم أطلق وهرب ابن منهال الذي استقر كاتب لكونه ألزم بوزن ما التزم به من المال فلم يقدر على ذلك فاستقر عوضه ابن مزهر.
وفيها ولي القضاء بالقدس خير الدين الحنفي، وهو أول حنفي قضى به.
وولي القضاء بغزة موفق الدين رسول الحنفي، وهو أول حنفي قضى بها، وهذان من طلبه الحنفية بالشيخونية، وكان الثاني أولاً ينوب عن الهمام الاتقاني بدمشق.