للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان يأخذ الرشوة ظاهرا على ما قيل، مع أنه كان يكثر الصوم والحج والعبادة. ومن العجائب أنه ولى دار الحديث الأشرفية (١): انتزعها من الحافظ. عماد الدين بن كثير، مع أن شرطها أن يكون مع أعلم أهل الحديث بالبلد فمقته الطلبة وعدُّوا عليه غلطات وفلتات (٢) منها أنه قال: "الجهبذ" فنطق بها بضم الجيم وفتح الهاء، وكان طلق الوجه (٣) كثير المال والسعى، وكان يكتب خطا حسنًا ونسخ بخطه كتبا، وكان يحفظ الدرس جيدا ويذاكر بوفياتٍ وغيرها، وكان عارفًا بالأحكام والمصطلح، كثير التودّد والثروة (٤).

عاش إحدى وسبعين سنة، وأول ما ولى قضاء بلده في سنة ثلاث وثلاثين، فكان يقول: "ليس في قضاة الإسلام أقدم هجرة منى". مات في رجب.

٣٨ - فاطمة (٥) بنت الشهاب أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن بن أبي بكر الحرازي المكية ثم المدنية، سمعت على جدها لأُمها الرضى الطبرى الكبير، وسمعت على أخيه الصفى حضورًا، وأجاز لها الفخر التوزرى والعفيف الدلاصى وأبو بكر الدشتي والمطعم وآخرون، وكانت خيرة.

ماتت في شوال عن ثلاث وسبعين سنة.

٣٩ - فرج بن قاسم بن أحمد بن ليث، أبو سعيد التغلبي الغرناطي. برع في العربية والأُصول وشارك في الفنون وأقرأ ببلده وأفاد، وولى خطابة جامع غرناطة.

أخذ عنه شيخنا بالإجازة قاسم بن علي المالقي وذكر أنه مات في هذه السنة تقريبا،، ورأيتُ له تصنيفا في "الباء الموحّدة".


(١) الأرجح أنها الأشرفية الجوانية، إذ يستدل من النعيمي: الدارس في تاريخ المدارس، ١/ ٣٦ على أن ابن كثير هو الذي درس في هذه المدرسة.
(٢) في ل "لحنات".
(٣) بعدها في ز، هـ "كثير السكون".
(٤) لم تتفق نسخ المخطوطة المستعملة هنا على رسم يستدل منه على حقيقة هذه الكلمة حيث تمكن قراءتها "الثروة" أو "المودة" أو "النزوة" أو "المروة".
(٥) في نسخ المخطوطة قبل هذه الترجمة الترجمة التالية ولعلها لصاحبة هذه الترجمة رقم ٣٨ ذاتها "فاطمة بنت أحمد بن الرضى الطبرى أم الحسين، سمعت على جدها تساعياته وغيرها وحدثت. ماتت في ذي الحجة أو في أوائل شوال"، راجع الشذرات ٦/ ٨٠، وانظر أيضًا الدرر الكامنة ٣/ ٥٤٢ وإن لم يذكر جدها الطبرى.