للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها خرج زامل النووى على ركْب العراق في ثمانية آلاف نفس فنهبهم ومنعهم من التوجه إِلى مكة حتى جبوا له عشرين أَلف دينار عراقية.

وانسلخت هذه السنة ومضت في غاية الرخاءِ حتى بيع اللحم الضانى السليخ بثمانين درهم القنطار، والبقرى بخمسين درهم القنطار، والسمن بستة عشر القنطار، والقمح من ثمانية إِلى خمسة عشر الإِردب، والشعير من سنة إِلى ثمانية الإِردب.

وفيها وقع بين نعير بن مهنا وابن عمه عثمان بن قارا فتنة، فساعد يلبغا الناصري عثمان، فكُسر نعير ونُهبت أَمواله حتى قيل إِن من جملة ما نُهب له ثلاثون أَلف بعير.

وفيها سار يلبغا الناصري بالعساكر الحلبية وبعض الشامية إِلى جهة التركمان (١)، فنازلوا أحمد بن رمضان التركماني، فتواقعوا عند الجسر على الفرات، فانكسر التركمان وأُسر إِبراهيم بن رمضان وابنه وأُمه فوسّطهم يلبغا الناصري. ثم تجمَّع التركمان وواقعوا الناصري عند أَدنة، فانكسر العسكر وقلعت عين الناصري وجرح، ثم تراجع العسكر ولم يُفْقد منه إِلَّا اليسير، فطردوا التركمان إِلى أَن كسروهم، فغدر التركمان بنائب حماة وبيتوه فانهزم، ثم ركب يلبغا الناصري فهزمهم.

* * *

وفيها حضر نصراني للقاضي ولى الدين بن أَبي البقاءِ بدمشق فاعترف بأَنه أَسلم ثم ارتدّ وسأَله أَن يضرب عنقه فهمَّ بذلك، فلما رآى القتل أَسلم ثم ارتدّ، فحُمل إِلى المالكي فضرب عنقه بدمشق في صفر.

* * *

وفيها قبض على بيدمر نائب الشام وحُبس بصفد، وفيه يقول الشاعر:

نائبُ الشَّام قَدْ نَفَى … صفدا بعد ما اجْتَهَدْ

والشياطين لم تزلْ … بعد شعبان في صَفَدْ


(١) راجع السلوك للمقريزى، ورقة ١١٤٠.