للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢٦ - محمد بن مكِّي العراقى، كان عارفا بالأُصول والعربية فقُتِل (١) على الرفض ومذهب النصيرية في جمادى الأُولى، وقد تقدّم ذكره في حوادث سنة إِحدى وثمانين والله أَعلم.

٢٧ - محمد (٢) بن يوسف بن علي بن عبد الكريم الكرماني، الشيخ شمس الدين، تنزيل بغداد. وُلد في سادس عشر جمادى الآخرة سنة سبع عشرة وسبعمائة، واشتغل بالعلم وأخذ عن والده، ثم حَمل عن القاضي عضد الدين ولازمه (٣) اثنتى عشرة سنة وأَخذ عن غيره، ثم طاف البلاد ودخل مصر والشام والحجاز والعراق، ثم استوطن بغداد وتصدّى لنشر العلم بها ثلاثين سنة. وكان مقبلًا على شأْنه معرضًا عن أَبناءِ الدنيا.

وقال ولده: "كان متواضعا بارًّا لأَهل العلم" وسقط من عُلَيّة فكان لا يمشى إلَّا على عصا منذ أن كان ابن أربع وثلاثين.

قال ابن حجّى: "كان يتصدّى لنشر العلم ببغداد ثلاثين سنة، وصنَّف شرحا حافلًا على "المختصر" وشرحًا مشهورًا على "البخارى" وغير ذلك، وقد حجّ مرة وسمع بالحرمين ودمشق والقاهرة، وذكر أَنه سمع بجامع الأَزهر على ناصر الدين الفارق"، وذكر لي (٤) الشيخ زين الدين العراقى أنه اجتمع به في الحجاز، وكان شريف النفس قانعًا باليسير لا يتردّد إِلى أَبناءِ الدنيا، مقبلًا على شأْنه بارًّا لأَهل العلم. ورأَيت في الدعوات أَو بعدها من شرحه للبخارى أنه في شرحه وهو بالطائف - البلد المشهور بالحجاز - كأَنه لما كان مجاورًا بمكة كان يبيّض فيه وما أَكمله إِلَّا ببغداد.

وذكر لي ولده الشيخ تقي الدين يحيى أنه سمع عليه جميع شرحه، ومات راجعًا من مكة في سادس عشر المحرّم بمنزلة تعرف بروض مهنا ونقل إِلى بغداد فدفن بها، وكان أَعدّ لنفسه قبرًا بجوار الشيخ أبي إسحق الشيرازي، وبنيت عليه قبة ومات عن سبعين سنة إِلَّا سنة، فإِنَّ مولده كان في جمادى الآخرة سنة سبع عشرة.


(١) في ز "مقبلا".
(٢) أمامها في هامش ز: "الشيخ شمس الدين محمد نزيل بغداد، صنف شرحا مشهورا على البخاري وشرحا حافلا على المختصر".
(٣) وكانت ملازمته إياه في شيراز، راجع الدرر الكامنة ٤/ ٨٣٦.
(٤) في ز "له".