للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها أَنشأَ الأَميرُ أَلطنبغا الجوبانى أَغربةً وشوانى لغزو الفرنج في البحر الرومى واجتهد في عملها وإِصلاحها، وساروا إِلى دمياط فوجدوا بساحلها غرابا للجنوية فكبسوا عليه وأَسروا مَن فيه، وقُتل من الفرنج نحو العشرة وأُسر منهم فوق الثلاثين نفسا، فبذل ثلاثة منهم عن أَنفسهم ثلاثمائة أَلف درهم - قيمتها يومئذ خمسة عشر ألف دينار - ووصلت الأَغربة بالأَسارى إِلى بولاق في جمادى الآخرة فعُرضوا على السلطان في ثاني يوم وصولهم.

* * *

وفي جمادى الأُولى عُزل ابن خلدون عن قضاءِ المالكية وأُعيد [عبد الرحمن] بن خير فكانت (١) ولاية ابن خلدون دون السنة.

وفى رجب كبس أَولاد الكنز أُسوان (٢) فقتلوا من وجدوه بها إِلّا القليل. فهرب واليها إِلى قوص فَأَمَّر السلطانُ حسيَن بنَ قرط على أُسوان فتوجّه إِليها.

وفيها كان الطاعون بحلب فزادت عدة الموتى فيه على أَلف (٣) نفس في كل يوم.

وفيها عُزل يلبغا الناصري من حلب وأُحْضِر إِلى القاهرة فتلقاه بهادر المنجكي إِلى بلبيس، فقيّده ووجَّهه إِلى الإِسكندرية فَسُجن بها، وتوجّه محمود - شاد الدواوين - إِلى حلب للاحتياط على موجود يلبغا المذكور واستقر سودون المظفري في نيابة حماة.

وكان (٤) السبب في عزل يلبغا [الناصري] أَن سولى بن قراجا بن ذلغادر التركماني - وهو أخو خليل صاحب الوقائع المشهورة - حضر إِلى حلب طائعا صحبة بعض البريدية فأَنزله يلبغا عنده، وكاتب السلطانَ في أَمره فأَرسل يأْمر بإِمساكه وتجهيزه إِلى القاهرة مقيّدا، فقيّده وجُعل في القلعة.

فحضر بريدى وعلى يده مطالعة إِلى نائب القلعة بإِطلاقه ولم يكن لذلك حقيقة، فاغتر نائب القلعة وأَطلقه، فاجتمع (٥) بيلبغا وكان ذلك بتدبيره فأَمره بالهرب ففرَّ ليلا. فأَصبح


(١) من هنا حتى آخر الخبر غير وارد في ظ.
(٢) أو ردها السلوك، ورقة ١٥١ ب باسم "ثغر أسوان".
(٣) الوارد في ابن شهبة، ٩ ا، أن الموتى بالطاعون بلغوا الألفين في اليوم الواحد.
(٤) من هنا حتى نهاية الخبر، ص ٣٠٣ س ٢ غير وارد في ظ.
(٥) المقصود بذلك سولى بن فراجا بن ذلغادر.