للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأَظهر إِنكار ذلك وخرج بالعسكر في طلبه، فساروا يومًا في غير الطريق التي توجّه فيها [سولى ابن قراجا] فلم يروا له أَثرًا، فبلغ ذلك السلطانَ فاتَّهمه به، وكان ما كان من عزله.

وفى شعبان زلزلت مصر والقاهرة زلزلة لطيفة (١)، وذلك في ليلة الثالث عشر منه.

* * *

وفيه أُحْضِرت إِلى أحمد بن يلبغا صغيرة ميتة لها رأْسان وصدر واحد ويدان فقط، ومن تحت السّرّة صورة شخصين كاملين، كل شخص بفرج أُنثى ورجْلَين، فشاهدها الناس وأَمر بدفنها.

وفي رمضان أُمر عبيد البرددار - مقدمُ الدولة - أَن يلبس بزيّ (٢) الترك ففعل، ثم أُذِن له بعد ذلك فرجع إِلى شكله الأَول في السنة التي تليها.

وفيها أُمسك الجوباني ثم أُطلق في آخر السنة وأُعْطِى نيابة الكرك.

وفيها ثارت فتنةٌ بين عَبيد صاحب مكة وبين التجار ونهبوا منهم شيئًا كثيرًا.

وفيها استقر محبّ الدين بن الشحنة في قضاءِ حلب بعد موت جمال الدين إبراهيم بن العديم.

وفيها وقع الغلاءُ بمصر إِلى أَن بلغ القمح خمسين درهما كل إِردب.

وفيها أُمْسك الناصري وحُبس بالإسكندرية واستقر عوضه بحلب سودون المظفرّى، ثم في السنة المقبلة عصى منطاش عليه فعجز عنه سودون المظفرى فأَخرج برقوقُ الناصريَّ من الإسكندرية وأَعاده إِلى نيابة حلب، واستمر سودون المذكور مقيما بحلب: أميرًا كبيرًا.

* * *

وفيها أَوقع العادل صاحب الحصن بالتجيبيّة وكبيرهم عبد الله التجيبي، وأَعانه صاحب ميافارقين وعز الدين السليماني (٣) وصاحب أَرزن ولكنه لم يظهر ذلك وأَغار عبد الله المذكور على الطرقات ونهب القوافل، فقصده العادل فانهزم إِلى قلعته وانحصر بها مدّة.


(١) الوارد في السلوك، ١١٥٢، أنها زلزلت مرتين في تلك الليلة.
(٢) وصف المقريزي، زى الترك أو زى الأجناد - كما يسمي عادة - بأنه كان يتألف من الكفتاة والقباء والخف.
(٣) في ز "عزو الببلانى" و الكلمة الثانية بلا تنقيط، وفى هـ "عزز الدين التلمساني".