للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ربيع الأَول أُفرج (١) عن يلبغا الناصرى من الإسكندرية وأُذِن له بالإِقامة في دمياط.

وفيها قتل (٢) خليل بن قراجابك بن ذلغادر التركماني: فَتَكَ (٣) به إبراهيم بن يغمر التركماني بمواطأَة السلطان، وكان قتله خارج مرعش، توجه إِليه إِبراهيم في جماعة، فلما قرب منه أَرسل إِليه يعلمه أنه يريد الاجتماع به لإِعلامه بأَمرٍ له فيه منفعة، فاغترّ بذلك ولاقاه، فرآه وحده فأَمِن ونزل عنده فتحدّثا طويلا، فخرج جماعة إِبراهيم فقتلوه وركب إبراهيم ومَن معه هاربين، فلما استبطأَ أصحابُ خليل صاحبَهم حضروا إِليه فوجدوه قتيلًا، فتتبعوا القوم فلم يلحقوهم وذهب دمه هدرًا، وكان ذلك في ربيع الأَول.

* * *

وفيها أَمر السلطان بتعمير الأَغربة وتجهيزها لقتال الفرنج.

* * *

وفيها قيل للسلطان إِن جماعة أرادوا الثورة عليه فقَبض على تمريغا الحاجب ومعه عشرة مماليك وأَمر بتسميرهم وتوسيطهم لكون تمريغا اطَّلع على أَمرهم ولم يُعلِم السلطانَ بذلك؛ ثم تتبع السلطانُ المماليكَ الأَشرفية فشرّدهم قتلًا ونفيا إِلى أَن شفع الشيخ خلف في الباقين فقُطعت إِمرتهم وتُركوا بطالين.

وفيها انتهت عمارة السلطان لمدرسته الجديدة ببين القصرين في ثالث شهر رجب، وكان (٤) الشروع فيها في رجب سنة ست وثمانين، وكان القائم في عمارتها جركس الخليلي وهو يومئذ أَمير آخور ومشير الدولة.

وقال الشعراءِ في ذلك فأَكثروا، فمن أحسن ما قيل:

الظاهرُ الملك (٥) السلطان هِمَّتُه … كادت لرفعتها تسمو على زُحَلِ

وبعض خدّامه طوعًا لخدمته … يدعو الجبال فتأْتيه على عجل


(١) راجع ابن شهبة ١٤ أ، وقد زاد السلوك ١٥٤ أ على ذلك بأن السلطان أذن له أن يركب ويتنزه بها.
(٢) يستفاد من ابن شهبة أن خليل بن قراجا كان حيا، فقد جاء في ربيع الآخر بريدي من حلب وصحبته الأمير خليل بن قراجا، لكن راجع السلوك ورقة ١٥٤ أ.
(٣) من هنا حتى آخر الخبر غير وارد في ظ.
(٤) عبارة "وكان الشروع فيها في رجب … ... … شهر رجب" س ٥ ص ٣١٤ غير واردة في ظ.
(٥) "الملك" ساقطة من ز.