للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأَخذه ابن العطَّار فحسّنه فقال:

قد أَنشأَ الظاهر السلطانُ مدرسةً … فاقت على إِرمٍ معْ سرعة العملِ

يكفى الخليليّ أَن جاءَت لخدمته … شمُّ الجبال لها تأتي على عجل

ومن رأى الأَعمدة التي بها عَرَف الإِشارة.

ونزل (١) [السلطان برقوقا] إِليها في الثاني عشر من شهر رجب وقرّر أُمورها ومدّ بها سماطًا عظيما وتكلم فيها المدرّسون (٢).

واستقر علاءُ الدين السيرامى مدرّسَ الحنفية بها وشيخَ الصوفية، وبالغ (٣) السلطان في تعظيمه حتى فرش سجادته بيده، وحضر جميعُ الأَعيان، وأَخذ الشيخ في قوله تعالى (٤) ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ، تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ﴾ ونقل السلطان أَولاده ووالده من الأَماكن التي دُفنوا بها إِلى القبة التي أَنشأَها بها.

ثم أُقيمت بها خطبة في عاشر شهر رمضان، وفوّض [السلطان] الخطابة إِلى جمال الدين المحتسب، وكان قد أَمر ابنه صدْر الدين أحمد بالصلاة فيها في رمضان وهو ابن اثنتي عشرة سنه، وعمل له مهمًّا حافلًا.

واستقر (٥) بها الشيخ أَوحد الدين الرومى النسوى مدرسَ الشافعية بعناية الشريف الأَخلاطى، والشيخُ شمس الدين بنُ مكين نائبُ الحكم بمصر مدرسَ المالكية، والشيخُ صلاحُ الدين بن الأَعمى مدرّسَ الحنابلة، والشيخ أحمد زاده العجمى مدرّس الحديث، والشيخ فخرُ الدين الضرير إِمامُ الجامع الأَزهر مدرّسَ القراءَات، فلم يكن فيهم من هو فائق في فنه على غيره من الموجودين، ثم بعد مدّة قُرّر فيها شيخنا البلقيني مدرسَ التفسير وشيخَ المعاد.

* * *


(١) أمامها في هامش ز بخط فارسي "تفصيل أحوال مدرسة السلطان رحمة الله عليه رحمة واسعة".
(٢) فيما يتعلق بمدرسيها وطلابها راجع بن شهبه، ١٥ ا.
(٣) عبارة "وبالغ السلطان … .... الملك من تشاء" غير واردة في ظ.
(٤) سورة آل عمران ٣: ٢٦.
(٥) من هنا حتى نهاية خبر المدرسة غير وارد في ظ.