خليل بن فرج بن سعيد الإسرائلي المقدسي ثم الدمشقي القلعي، أسلم ببيت المقدس، وله تسع عشرة سنة، وعني بالعلم ولازم الشيخ ولي الدين المنفلوطي، وانتفع به وقرأ القرآن، ولقب محب الدين، وكان مولده في آخر سنة ٧١٢، وتفقه على مذهب الشافعي فمهر وصار أكثر الناس موظبة على الطاعة من قيام الليل وإدامة التلاوة والمطالعة، وولي مشيخة القصاعين ثم تركها لولده وجاور في آخر عمره بمكة، فقدم دمشق ممرضاً فمات حادي عشر صفر.
سليمان بن يوسف بن مفلح بن أبي الوفاء الشيخ صدر الدين الياسوفي الدمشقي، سمع الكثير، وعني بالحديث واشتغل بالفنون، وحدث وأفاد وخرج مع الخط الحسن والدين المتين والفهم القوي والمشاركة الكثيرة، أوذي في فتنة الفقهاء القائمين على الملك الظاهر فسجن، فمات في السجن بعد أيام بالقلعة، مع أنه صنف في منع الخروج على الأمراء تصنيفاً حسناً، وقفت عليه بدمشق، وهو القائل:
ليس الطريق سوى طريق محمد ... فهي الصراط المستقيم لمن سلك.
من يمش في طرقاته فقد اهتدى ... سبل الرشاد ومن يزغ عنها هلك.
وكان مولده تقريباً سنة تسع وثلاثين، وحفظ محفوظات وكان مشهوراً بالذكاء سريع الحفظ ودأب في الاشتغال ولازم العماد الحسباني وغيره، وفضل في مدة يسيرة، وتنزل في المدارس ثم تركها، وقرأ في الأصول على الإخميمي، وترافق هو وبدر الدين بن خطيب الحديثة، فتركا الوظائف جملة وتزهداً وصاراً يأمران بالمعروف وينهيان عن المنكر، وأوذيا بسبب ذلك مراراً، ثم حبب إلى الصدر الحديث فصحب ابن رافع وجد في الطلب، وأخذ عن أصحاب ابن