للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها ثار المنتصر وأبو زيان - ابنا أَبي حمّو - على أخيهما أبي تاشفين بسبب أَبيهما، فحصرهما أبو تاشفين بجبل تطرى، وبعث ولده أَبا زيّان لقتل أَبي حمّو بمعتقله بمدينة وهران، فلما أحسّ أَبو حمو بذلك نظر من شقٍّ في الجدار وصاح بأَهل البلد فأَتوه من كل جهة، فتدلّى بحبلٍ وصله بعمامته وسقط إِلى الأَرض سالمًا، فبلغ الذين حضروا (١) لقتله فهربوا، واجتمع عليه أَهل البلد وساروا إِلى تلمسان.

وكان ما سنذكره في التي تليها.

وفيها مات الخليفة عمر بن إبراهيم بن الواثق بن محمد بن الحاكم، واستقر في الخلافة أخوه المعتصم زكريا في شوال.

وفى ربيع الأَول منها رخص اللحم جدا حتى بلغ الضانى السميط كل قنطار بخمسين درهما.

وفي جمادى الآخرة زلزلت الأَرض زلزلة لطيفة.

وفي ربيع الآخر قبض على بهادر المنجكي الأستادار الكبير.

وفيها وقع الفناءُ بالإسكندرية فمات في كل يوم مائة نفس.

وفيها تولّى كريم الدين بن مكانس نظر الدولة بعد الوزارة، وعلمُ الدين سن (٢) إِبرة نظرَ الأَسواق بعد الوزارة أَيضا، وتعجّب الناس منهما.

* * *

وفيها أُحْضِر (٣) أَمير زاه بن ملك الكرج إِلى السلطان، فادّعى أَنه رأى النبيَّ في المنام فقال له "اسلم على يد خادم الحرمين" فأَصبح يسأَل عن خادم الحرمين فقيل له إِنه صاحب مصر فهاجر إِليه، فأَخبره (٤) بذلك فتلقاه بالإِكرام وأَمره بالإِسلام


(١) في ل "حظروا يقتله".
(٢) في ل "سرايره"، وفى ز "ابن شراره".
(٣) أمامها في هامش ز "سبب إسلام أمير زاد بن ملك الكرج".
(٤) أي أخبر السلطان.