للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأَسلم (١) بمحضر من القضاة الأَربعة في دار العدل، فأَعطاه إِمرة عشرة وأَسكنه القاهرة (٢)، وكان ذلك في جمادى الأُولى.

وفيها عُزل شهاب الدين أحمد بن ظهيرة من قضاءِ مكة ونُقل إِلى قضائها محبُّ الدين بن أبي الفضل النويري، وقُرّر في قضاءِ المدينة عوضا عنه الشيخ زين الدين العراقي، واستقر الشيخ سراج الدين بن الملقِّن مدرسًا بالكاملية عوضًا عن العراقي.

وفيها توجّه نواب الشام إِلى قتال التركمان فانكسر العسكر وفتك فيهم التركمان، وقتلوا سودونَ العلائي نائبَ حماة وغيره، وكان (٣) أَصل ذلك أَن السلطان أَمر نواب الشام بالتوجّه إِلى قتال سولى بن ذلغادر ومن معه من التركمان، فوصلوا إِلى طبول - وهى بين مرعش وأبلستين - فالتقى بهم سولى، فقتل سودون - نائب حماة - في المعركة وكذا سودون نائب بهنسا، وكان ذلك في أول جمادى الآخرة، فبلغ السلطان فشقّ عليه ولم يزل يعمل الحيلة حتى دسّ على سولى من قتله، كما قتل أَخاه كما سيأْتي بيانه.

وفي جمادى الآخرة وصلت رسل الفرنج بهدايا جليلة.

وفي آخر السنة وصلت رُسل الحبشة بهدايا جليلة أَيضا.

وفي أَواخر رمضان عزّ الفستق عزة شديدة إِلى أَن بيع الرطل منه بمثقال ذهب ونصف، ثم وصل منه شيء كثير إِلى أَنْ بيع بعد العيد بربع مثقال الرطل.

* * *


(١) يذكر المقريزي في السلوك، ١٥٤ ب، أنه سمى بعد إسلامه بعبد الله.
(٢) يضيف المقريزي في السلوك، إلى ذلك أن السلطان أنزله قصر الحجازية من رحبة باب العيد.
(٣) من هنا حتى آخر الخبر غير وارد في ظ.