وفيها أَمر السلطان بِإحضار الشيخ شهاب الدين بن الجندي الدمنهورى فأُحضر وضرب بين يديه لأَنه كان بدمنهور يأْمر بالمعروف وينهي عن المنكر، فشكي منه مُقْطَع دمنهور إِلى السلطان فأَمر بإِحضاره فضُرب، ثم شَفع فيه بعض الأُمراءِ وعرّف السلطانَ قدره وأَنه طُلب للقضاءِ فامتنع فخجل السلطان وأَرسل إِليه فجاءَ إِليه وخلع عليه وأَذن له في الرجوع إِلى بلده على عادته.
* * *
وفيها حجّ بالناس آقبغا المارداني، وحجّ فيها جركس الخليلي أَميرًا على الركب الأَول، فلما وصل إِلى مكة وأَراد صاحبها محمد بن أحمد بن عجلان أَن يُقَبّل رِجل الجمل الذي عليه المحمل السلطاني على العادة بَدَر إِليه شخص فداويّ فقتلَه، وزعم أَن السلطانَ أَذنَ له في ذلك.
وفَطِن كبيش لذلك فجمع عساكره وخرج من مكة خوفًا على نفسه وخوفا على الحاج من النهب (١)، وقرّر جركسُ الخليلى عنانَ بنَ مغامس في الإِمرة، وحج الناس آمنين.
ثم التقى كبيش ببُطا الخاصكى رأْسِ المبشرين فقال له:"أَعلِم السلطانَ أَنني طائع وأَنني منعتُ العرب من نهب الحاج، وأَنّني لا أَرجع عن طلب ثأْرى من غريمي عنان". وفرّق الخليلي بمكة صدقات كثيرة جدا.
وفيها اشتد أَذى الوزير للتجار حتى رمى عليهم من القمح مائة أَلف إِردب وأَزيد، كل إِردب بدينار، وكانت خسارتهم فيها جملة مستكثرة.
وفيها سعى شهاب الدين بن الأَنصاري في مشيخة سعيد السعداءِ والتزم بتكفية الخانقاه وعمارة أَوقافها، وبذل لهم ثلاثين أَلف درهم من ماله وذلك من غير رجوعٍ عليهم بها، فأُجيب سؤاله.