للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قد (١) أرسل ولده في جريدةٍ إلى قرامحمد فواقعه، فانكسر ابن تمرلنك ورجع إلى أبيه، واقتضى الحال رجوع تمرلنك إلى بلاده لأمرٍ حدث بها.

وأرسل نائب الشام رجلا (٢) اتُّهِم بأنه جاسوس فضُرب فأقرّ على ثلاثة بدمشق فضُرب وحبس وكُتب إلى دمشق بإحضار رفقته.

ولما (٣) وصل الأمراء إلى حلب في شعبان كاتبوا بأن اللنك رجع، فصادف وصول الخبر بمخامرة منطاش، فأُمِروا أن يتوجهوا إلى محاربته فتوجهوا؛ وكان ما سنذكره في السنة الآتية.

* * *

وفيها عاد اللنك إلى عراق العجم فاستقبله ملوكها وأذعنوا له بالطاعة. مثل إسكندر الجلالي وأبي سعيد (٤) وإبراهيم العجمى وأبى إسحق الشيرجاني وسلطان بن أحمد بن أخى شجاع وابن عمه شاه يحيى، فكان جملة من اجتمع عنده من ملوك العجم سبعة عشر ملكا، فبلغه أنهم تواعدوا على الفتك به فسبقهم وأمر بالقبض عليهم وقد اجتمعوا في خيمة، وقرّر في ممالكهم أولاده وأحفاده، وتتبّع ذرارى المقتولين فلم يُبقِ منهم أحدًا.

ثم توجه إلى عراق العرب فبلغ ذلك أحمدَ بن أويس فجهز له (٥) عسكرا كثيفا مع أمير يقال له "أسَنْباى (٦) "، فتلاقيا على مدينة سلطانية فانهزم جند بغداد فلم يتبعهم اللنك، وعطف على همدان وما يليها، فقبض على متوليها واستناب فيها: ثم كرّ راجعًا إلى بغداد فبلغ أحمد بن أويس ذلك فعرف أنه لا طاقة له بلقائه.

وكان أحمد بن أويس استولى على مملكة تبريز عوضا عن أخيه حسين بعد قتله، فلم يلبث إلا قليلا حتى فاجأه عسكر اللنك، فلما بلغه ذلك رحل عنها وترك أهلها حيارى، فهجم عليهم العسكر عنوة فانتهبوها وفعلوا فيها ما لا يمكن شرحه، وأقاموا بها شهر رجب كله في استخلاص


(١) عبارة "قد أرسل .... رجوع تمرلنك" ساقطة من ل.
(٢) وصفه المقريزي في السلوك، بأنه تركي.
(٣) هذا الخبر حتى نهايته غير وارد في ظ.
(٤) في ز "ارسعيد".
(٥) عبارة "له … ... سلطانية فانهزم" ساقطة من ز.
(٦) سماه ابن عرب شاه في عجائب المقدور، ص ٤٣ "سنتائى".